أن تكون نموذجًا يحتذى به قد تكون المهمة الأكثر أهمية للآباء وذلك لأن أطفالنا ينظرون إلى أفعالنا ويقلدون الكثير من تصرفاتنا ومواقفنا. ولذا، وبما أننا نعيش في عالم تتزايد به نسبة السمنة وتقل به نسبة اللياقة البدنية وتنتشر به أصناف المأكوت غير الصحية ولا تعتمد طبيعة معظم الأعمال على الجهد البدني، يحتاج الآباء إلى الحفاظ على لياقتهم. وإذا حافظت على لياقتك سيقوم أطفالك بالتالي بتقلديك وستزداد فرصة نموهم على نحو صحي. أليس الأمر منطقيًا؟
يشترك ملايين الناس من كافة أنحاء العالم سنويًا في الأندية الرياضية.
القارئ: “إنه أمر رائع، أليس كذلك؟ إذًا ما المشكلة؟”
بما أنك دفعت ثمن شيء ما هذا يعني أنك امتلكته، أليس كذلك؟
القارئ: “صحيح، إذًا؟”
لذا فإنك إن اشتريت منزلاً فمن الطبيعي أن يصبح هذا المنزل ملكًا لك، إلاّ أنك لن تستطيع شراء اللياقة البدنية بهذه السهولة. لا يعني إنفاق أموالك على عضوية الأندية الرياضية أو على أحدث المعدات الرياضية بالضرورة ذهابك إلى النادي الرياضي وارتدائك ملابس رياضية تجعلك فقط تبدو أكثر بدانة، إن كنت بدينًا بالفعل.
القارئ: حسنًا، سأدفع وسأحرص على الذهاب حينها. في الحقيقة سأذهب يوميًا. ما رأيك في ذلك، بيبي أرابيا؟
لا.
القارئ: “إذًا؟”
دماغك هو أيضًا مثل العضلة إذ أنه يشعر بالتعب بالإضافة إلى زيادة الحمل على الجهاز العصبي المركزي الموجود في الدماغ. وهذا يعني أنه إذا حمّلت نفسك أكثر من اللازم ستستسلم وتشعر بالتعب وبالتالي لن تحصل على اللياقة البدنية. ولن تكون لأطفالك ذلك الأب المثالي الذي يحتذون به من حيث لياقته البدنية.
القارئ: “إذًا ما الذي يتعين علي القيام به؟ هذا النقاش يشعرني بالحيرة!”
إنها في الواقع سهلة للغاية.
سجل عضويتك في النادي الرياضي أو ضع خطة في المنزل (سيتم مشاركة المزيد من المقالات حول هذا الموضوع لاحقًا) واجعلها سهلة في البداية وذات أهمية، بحيث تكون مدتها 30 دقيقة ثلاث مرات أسبوعيًا.
القارئ: “هذا مستحيل … كيف سأتمتع باللياقة البدنية فقط من خلال القيام بذلك؟
ممكن، إن استطعت الالتزام بهذا لمدى الحياة ذلك لأن الجهاز العصبي المركزي يمكنه التأقلم مع ذلك لمدة 30 دقيقية ثلاث مرات أسبوعيًا وذلك أفضل بكثير من الذهاب إلى النادي الرياضي يوميًا لمدة ساعتين لأسبوع واحد ومن ثم الاستسلام بعد ذلك. هل يبدو هذا الكلام منطقيًا الآن؟
القارئ: “نعم بالطبع، وعندما أتدبّر ذلك بسهولة، فيمكنني بالتالي من القيام بالمزيد!”
وبصفة أدق، الجهاز العصبي المركزي هو كالعضلات، إذ يمكن أن يصبح أقوى مما يعني أنك ستتمكن من القيام بالمزيد. إنك قارئ شديد الذكاء!
سيقدم لك المقال التالي في السلسلة نصائح بشأن خطة تمرين أساسية لتهيئة جسمك على حرق السعرات الحرارية وجعلك أقوى وأكثر لياقة. وستكون نموذجًا أفضل يحتذى به من قبل أطفالك.