التأمل – مهارة الإنصات

Reflective listening for parents
Spread the love

التأمل – مهارة الإنصات

روب تشارتيرس الذي يحمل رقم عضوية مسجل، ودرجة البكالوريوس بمرتبة الشرف، ومزاول للعلاج السلوكي المعرفي

 

أعددت هذا المقال لمساعدة زملائي من الرجال. هل تساءلت يومًا لماذا تغضب منك زوجتك ويبدو وكأن الجدال يدور في حلقة مفرغة؟ وحالما تعاملت مع مشكلة واحدة يبدأ نصفك الآخر الجميل موضوعًا آخر، فلا يمكنك الاستمرار ويبدأ رأسك بالدوران!

لا أحد يحب الجدال، وعادة ما يحصل الجدال ويعد أمرًا عاديًا لأن أحد الطرفين شعر بالأذى أو بالغضب. وفي كثير من الأحيان، لا تريد زوجتك إيجاد حلول، فكل ما تريده هو أن تخبرك بالطريقة التي تشعر بها وأن تحترم شعورها.

وفي بعض الأحيان، يكون الأوان قد فات للقيام بأي شيء حيال المشكلة التي تتجادلون بشأنها، أو إذا قمت أصلًا بحل المشكلة وأردت تخطي ذلك إلّا أن زوجتك لا تزال غير راضية. وسيكون الأمر بالنسبة لك لغزًا كبيرًا وتظل حائرًا حيال ما الذي يمكنني فعله؟إلّا أن الأمر بالنسبة لها هو شيء تشعر به بشدة وتريد أن تسمع منك بأنك تعي به.

وها أنا يا رجال سأساعدكم في أن تصبحوا بالحال الذي تحتاج زوجاتكم أن تراكم به. رجلٌ يعي الطريقة التي تشعر بها.

التأمل – الدليل على الاستماع

تُستخدم تقنية التواصل هذه عادةً من قبل المستشارين وعلماء النفس وغيرهم من المتخصصين في المجالات الأخرى ممن يحتاجون إلى منح عملائهم الشعور بأنه تم فهمهم.

ما هو الإنصات التأملي؟

التأمل هو عملية إعادة صياغة وإعادة ذكر مشاعر وكلمات المتحدّث. ويكمن الهدف من التأمل في:

  • إتاحة المجال أمام المتحدّث بسماعأفكاره الخاصة والتركيز على ما يقوله أو يشعر به.
  • الإظهار للمتحدث بأنك تحاول تصور العالم كما يراه وبأنك تبذل ما بوسعك لفهم ما يودون قوله.
  • تشجيع المتحدث على مواصلة الكلام.

لا يشتمل التأمل على طرح الأسئلة أو طرح موضوع جديد أو توجيه المحادثة إلى اتجاه آخر. إذ يمكن مساعدة المتحدثين من خلال التأمل والذي لا يمنحهم الشعور بأنه تم فهمهم فحسب بل يمنحهم أيضًا فرصة للتركيز على أفكارهم. وبالتالي يساعدهم على توجيه أفكارهم وتشجيعهم بشكل أكبر على متابعة الكلام.

أسلوبان رئيسيان للتأمل:

الانعكاس

يعد الانعكاس نموذجًا سهلًا للتأمل ويتضمن تكرار ما قاله المتحدث تمامًا إلى حد ما.

ويُظهر الانعكاس أنك تحاول فهم مرجعية المتحدث. إذ يجب أن يكون الانعكاس قصيرًا وبسيطًا. إلى جانب محاولة استخدام الكلمات الرئيسية والعبارات التي استخدمها المتحدث. ويعد ذلك بمثابة تحفيزٍ له أو لها على الاستمرار.إعادة

الصياغة

تشمل إعادة الصياغة استخدام كلمات أخرى لعكس ما قاله المتحدّثوتظهر إعادة الصياغة بالاستماع، ولا يقتصر إلى ذلك بل بمحاولتك لفهم ما يقوله المتحدث.

تجري العادة بأن يسمع الناس ما يتوقعون سماعهنظرًا للافتراضات أو الصورة النمطية أو التحيّز. وعند إعادة الصياغة، من المهم عدم إدخال أفكارك أو أسئلتك الشخصية في أفكار المتحدث أو مشاعره أو أفعاله. إذ ينبغي أن تكون ردودك غير توجيهية وغير انتقادية.

التأمل بالمحتوى والمشاعر والمعنى

وبمجرد التأمل بهذه الطريقة، فإنك تمنح المتحدث دليلًا ملموسًا بأنك استمعت إليه. لأنك لو لم تتأمل بهذه الطريقة لما تمكنت من تكرار أو إعادة صياغة ما قاله المتحدث دون الاستماع إليه.

ويمنح هذا الدليل المتحدث الثقة بأنك تأخذ ما يقوله على محمل الجد وبأنك تحاول فهم وجهة نظره. إذ يُظهر لك ذلك قيمة الكلام الذي جرى ذكره.

ويعد المحتوى الجزء الأكثر أهمية في رسالة المتحدث، وبكلمات أخرى، تتناول هذه المجالات كل من المعلومات والأفعال والأحداث والتجارب، حسب طريقة تعبيرهم.

ويساعد تأمل المحتوى على توجيه التركيز على الحالة، كما أنه من الضروري في الوقت ذاته عكس المشاعر والعواطف التي تم التعبير عنها من أجل فهم الرسالة بشكل أكثر شمولية.

ممارسة التأمل على أرض الواقع

وبما أنك أخذت دروة مكثّفة في التأمل، دعونا نرى كيف يمكننا استخدام هذه الطريقة لتسوية الجدال وسوء الفهم.

يتمثل الأمر الأهم بأن زوجتك ستستمع إلى كلماتها الخاصة. مما سيمنحها الثقة بأنك تأخذ مشاعرها وأفكارها على محمل الجد.

أمثلة على التأمل

دعونا نتظاهر بأنكم تجادلتم حول أطفالكم، إذ سمحت لهم بالبقاء مستيقظين حتى وقت متأخر.

فقد تقول زوجتك طلبت منك وضعهم في السرير قبل أن أصل إلى المنزل، إلّا أنك لم تستمتع لما قلته لك وأشعر بأنني أضيع وقتي بالحديث معك.”

وعند التأمل بكلماتها يجب عليك التركيز على فهمك لمشاعرها.

ويكون ردك على كلماتها لقد طلبتي مني بالفعل وضعهم بالسرير في وقت مبكر. وأعتقد بأنني لم أستمع إليكِ ولا بد أن يكون هذا الأمر مزعجًا بالفعل.”

ويمكنك بعدها المتابعة بتفسير سبب ترك الأطفال مستيقظين إلى وقت متأخر أو بمجرد تقديم اعتذار بسيط. والأهم في كل ذلك هو أنك عكست لها بأنك تفهمت شعورها في تلك اللحظة.

ممارسة التأمل

لن تتمكن من أن تصبح خبيرًا في الاستماع التأملي بين ليلة وضحاها ومن الصعب تعلم أمر جديد في منتصف الجدال. لذا ننصحك بأن تكون مستمعًا أفضل في العمل وعند التحدث مع الأصدقاء والعائلة في جميع الأوقات. وستتعجب من تحسنك الهائل في تفاهمك مع الناس وقد تشكل صداقات جديدة.

جميعنا نحب أن نكون مستمعين جيدين!

 

Welcome to Baby Arabia