تخيل هذا المشهد …
إنه زقاق مظلم قبالة شارع المدينة المزدحم. يضيء هذا الزقاق أثناء مرور سيارة ثم ترى سيدة عجوز محتجزة بقسوة قبالة جدار الزقاق على يد مجرم تبدو علامات الشر واضحة على ملامحه. إذ يقوم بثني ذراعها خلف ظهرها بشكل مؤلم بينما يفتش في حقيبتها …
يغلف الظلام على كل شيء إلى أن تمر سيارة أخرى ثم نرى شخصًا طويلًا بعضلاتٍ مفتولة ويرتدي قناعًا ووشاحًا بهيئة شبح أمام مدخل الزقاق الضيق. إنه “الرجل الوطواط”، وها نحن نتنفس الصعداء الآن لأن السيدة العجوز ستكون على ما يرام فقد وصل البطل الآن.
يرى الأطفال الآباء كأبطال بالنسبة لهم. فعندما تكون في سن السادسة، لن تجد أحدًا أقوى أو أكثر ذكاءً أو تسليةً من والدك. وعندما تكسر ألعابك أو تريد أن يلتقطك أحد ويضعك على هيكل لعبة التسلق، فحتمًا ستطلب ذلك من والدك لأن الأب هو من يقوم بإصلاح الأشياء والأب هو من يضع الأشياء في موضعها الصحيح.
في العالم الحقيقي، ليس على الآباء مكافحة الجرائم من أجل إصلاح العالم، لأن هذا هو عمل الشرطة، ولكن عليهم أن يصلحوا الألعاب ويحلوا النزاعات. وعلى الآباء أن يعودوا أفراد عائلاتهم على التحدث بهدوء ومن دون صراخ، وأن يأخذوا أطفالها للعب الرياضة أو دروس السباحة أو أن تُمنح لهم حرية الركض بحرية في الحديقة. وبهذا يكون الأب بطلًا حقيقيًا خارقًا.
أيها الآباء – ها أنتم الآن تعرفون كيف تكونون أبطالًا وكيف تحافظون عليها؟
والآن تخيل في القصة أعلاه، إن ابتعد الرجل الوطواط وترك السيدة العجوز. من الممكن أن يبقى لديه الوشاح والقناع والعضلات ومركبة الوطواط، ولكن هل سيظل بطلًا خارقًا؟
لا أعتقد ذلك. لأنه إن توقف الرجل الوطواط عن إنقاذ العالم ومكافحة الجريمة، فلن يكون سوى رجل عادي بسيارة فاخرة وبعض العضلات.
لذا تذكر ذلك في المرة القادمة عندما تكون متعبًا ولا ترغب باللعب أو لا ترغب بأن يتم إزعاجك لمجرد تثبيت رأس دمية ابنتك مرة أخرى. ولكي تكون بطلًا، عليك أن تعيش حياة البطل.
استمر بذلك!