مداعبة الأم لطفلها من أهم لغات التخاطب
مداعبة الطفل وإحتضانه وضمُه هي بلا أدنى شك من أروع لغات التخاطب التي تنشأ طبيعياً بين الوالدين و ملائكتهم الصغار. فكيف إذا ثبُتَ بأن لها مفاعيل إيجابية على التطور النفسي والعاطفي للأطفال؟
لمسة الأم لطفلها لها وقع أقوى عليه من أرق الكلام.هي ثابتة لا تحتاج إلى التأكيد بالدراسات والأبحاث لا بل تختبرها الأمهات جيلاً بعد جيل. والسبب أن هذا الإتصال الجسدي أقدر من اي أمر آخر على طمأنة الطفل وإشعاره بالأمان في عالمه الجديد، بعد خروجه من رحم أمه.
ويساعد هذا التخاطب الصامت بين الوالدين وطفلهما على تهدئته عندما يكون متوتراً، ومدِه بالطاقة الإيجابية عندما يتألم بسبب مغص أو مرض.
إذا هي لغة جبارة قادرة على نقل الكثير من الرسائل إلى الطفل من دون التلفظ بأي كلمة.
لقد تأكد أن مداعبة الأهل لطفلهم و حضنه ليست مجرد وسيلة تواصل ما بين الطرفين ولا مجرد حاجة عاطفية عندهما معاً، بل هي طاقة كبيرة قادرة على خلق روابط عميقة مع الطفل. من هنا أهمية ادراك أثرها الإيجابي على توازن الطفل وتطوره النفسي. وهناك دراسات تثني على هذا الإتصال في تعزيز صحته النفسية والعقلية والبدنية.
على الآباء والأمهات إذاً أن يُكثروا من إحتضان أطفالهم كلما كانت حاجة حقيقية إلى ذلك لكن من دون مبالغة. إذ يُنصح دائماً بعدم إستعمال هذه الوسيلة السحرية مع الأطفال في غير مكانها وتوقيتها المناسبين، وإلاّ تحولت إلى سلاح ذي حدينّ يزيد من دلعهم وتماديهم في المشاكسة.
هناك أكثر من طريقة كي يداعب الأهل أطفالهم وكل منها قادرة على إيصال رسالة محددة: يحتاج الأطفال خلال المرض إلى أن تحملهم أمهاتهم وتربت برفق على ظهرهم ما يواسيهم ويخفف من ألمهم. كما يحتاجون إلى الإحتضان بحنان ورقة وإلى القبلات الرقيقة عندما يتوترون أو يستفيقون باكين خلال الليل.
وفي كل الأحوال يعتبر حمل الطفل وتقبيله ومداعبته من أهم الوسائل التي تساعده على النمو في جوٍ صحي، لانها ببساطة تعبر عن العاطفة والحب والإهتمام بكل شؤون وشجون الملاك الصغير.