التوتر أو الضغط النفسي هو حالة يواجهها كافة الآباء والأمهات. وقد يتعرض الزوجين للتوتر النفسي عند محاولتهم للإنجاب، وتمرّ الأمهات بحالة من التوتر النفسي أثناء فترة الحمل، كما يمر الآباء بحالة من التوتر أوالضغط النفسي خلال فترة الأبوة. وتقدم بيبي أرابيا العديد من المقالات لتساعدكم في التعامل مع التوتر النفسي، لكن تتحدث هذه المقالة عن ماهية التوتر.
يمكن تعريف التوتر النفسي بأنه ردة فعل الجسم تجاه الشعور بالتهديد والخطر. وهو في الغالب استجابة عفا عليها الزمن في وقتنا الحاضر؛ فأضراره أكثر من منافعه. وعند شعورنا بالضغط النفسي يقوم الجسم بإفرز الهرمونات المصممة للاستجابه إمّا “واجه أو أهرب” التي كانت مفيدة عند مطاردة النمور لنا أو عند العراك مع العدو، لكن الأمر يختلف في حالة التعامل مع الطفل الصغير وهو في نوبة غضب.
ينتج عن التوتر النفسي زيادة في إفراز الهرمونات في الجسم. وعند التعرض للتوتر النفسي، تنشط الغدة النخامية، وهي منطقة صغيرة في قاعدة الدماغ، وتعمل على تحفيز الجسم على إنتاج الهرمونات وتشمل الأدرينالين والكورتيسول.
وتساعدكِ هذه الهرمونات على التعامل مع أي تهديد أو ضغط يواجهك – وهذه هي استجابة “واجه أو أهرب”
ويعمل هرمون الأدرينالين على زيادة معدل ضربات قلبكِ ويرفع ضغط دمكِ، كما يمنحكِ طاقة إضافية. أما الكورتيسول، المعروف بهرمون التوتر النفسي، فيعمل كذلك على زيادة الطاقة بشكل مؤقت وذلك بإطلاق الجلوكوز في مجرى الدم، ليساعد الشخص إما على المواجهة أو الهرب بعيدًا. وفي الوقت ذاته، تتوقف بعض الوظائف الأخرى بالجسم عن العمل وخصوصًا الوظائف التي لا يكون هناك حاجة لها في ذلك الوقت، مثل عملية الهضم.
عادة ما تنتظم استجابة الجسم للتوتر النفسي بشكل تلقائي. فعندما تنخفض مستويات الهرمونات في جسمكِ، يرجع معدل ضربات القلب وضغط الدم إلى وضعه الطبيعي.
يعتبر التوتر النفسي جزءًا ضروريًا من حياة الإنسان ونحن بحاجة إلى البعض منه ليساعدنا في حياتنا اليومية. لكن الكثير من التوتر النفسي ليس بالأمر الجيد؛ إذ قد يكون التوتر النفسي على المدى الطويل مميتًا! ويعمل التوتر النفسي على زيادة خطر التعرّض لمجموعة من المشاكل الصحية الجسدية مثل الصداع واضطراب المعدة وارتفاع ضغط الدم وغيرها. كما يمكنه زيادة خطر التعرض للجلطة الدماغية أو القلبية.
وبالإضافة إلى المشاكل الجسدية، يمكن للتوتر النفسي أن يؤدي إلى مشاكل نفسية أيضًا. وقد يجعل التوتر النفسي الأشخاص يشعرون بالارتياب والغضب والقلق والخوف، مما قد يدمّر العلاقات في المنزل والعمل. كما يلعب التوتر النفسي دورًا رئيسيًا في حدوث اضطرابات القلق والاكتئاب.
وأخيرًا، يمكن للتوتر النفسي على المدى الطويل أن يؤثر سلبيًا على جهاز المناعة، وتوضح الدراسات أنّه يزيد من فُرص الإصابة بكل أنواع العدوى والأمراض المناعية كذلك مثل التهاب المفاصل.
هناك العديد من جوانب الحياة التي يمكن أن ينتج عنها التوتر النفسي، مثل المشاكل المالية ومشاكل العمل والعلاقات المعقدة والصعبة. وعندما يتعرّض الشخص للتوتر النفسي، قد يؤثر ذلك سلبيًا على طريقة اضطلاعه بمسؤولياته، ما قد ينشأ عنه لاحقًا المزيد من الضغوطات. وقد يفضي التأقلم مع المرض إلى مضاعفة مثل هذه الأنواع من التوتر النفسي.
وغالبًا ما يشعر الأشخاص بالتوتر النفسي الشديد كنتيجة لأحداث أو دوافع معينة، مثل موت أحد المُقربين أو الفصل من العمل أو الطلاق، وبالطبع هناك الكثير من الدوافع المشاركة في الأبوّة والأمومة.
وقد يحدث الشعور بالتوتر النفسي على مدى فترة قصيرة من الوقت أو قد يكون مُزمنًا، على سبيل المثال، عندما يتكيّف الشخص مع البطالة لفترة طويلة من الزمن أو عندما يكون عالقًا بعلاقة سيئة.
ويمكن للأشخاص التعامل مع التوتر النفسي بطرق مختلفة. وفي بعض الحالات قد يكون ذلك مُحفزًا للبعض وقد يكون مجهدًا للبعض الآخر تبعًا لنوع شخصيتهم.