هو السؤال الذي يطاردك منذ دخول صغيرك عامه الثالث: هل حان الوقت للتخلص من حفاضته وكيف سأبدأ هذا المسار؟ وكيف أعرف أنه مستعد لهذه المرحلة؟
تُعلمنا الجدّات أن الطفل يُصبح أهلاً لهذا التطور عندما يُصبح قادراً على نزول السلالم بمفرده. وفي هذه المقاربه وجهة نظر طبية من حيث إرتباطها بقوة عضلات الطفل وقدرته على التحكّم بمثانته، والتركيز إلى حدّ معين على مسألة الدخول إلى الحمام.
من حيث المبدأ يوصى بالبدء بنزع حفاضة طفلك في فصل الصيف حيث يكون من الأسهل تنظيف آثار التبول عندما تنتشر في حديقة المنزل او على الشرفه. كما إن دفء الصيف يحمي الطفل من الإصابة بالبرد كلما تبلّل، ويُسرِع تنشيف الغسيل المتراكم نتيجة فشل المحاولات المتكررة.
لكن في كل الأحوال إعلمي سيدتي أن ليس كل الأطفال سواسية بالنسبة لتوقيت إستعدادهم لهذا التطور، بل إن الأمر يخضع لإيقاع كل طفل بشكل فريد ومستقل لذا لا ينفع أن تكوني لجوجة وصارمة في هذه المسألة.
طبعاً يساعد نزع الحفاضة من وقت لآخر خلال ساعات النهار طفلك أكثر على الشعور بجسمه ونظافته، ويُحفزه أكثر على التنبه أكثر إلى ما يريد التخلص منه. لكن محاولات كثيرة ستتنتهي بالفشل قبل أن تنجح إحداها. فلا تتوتري أو تغضبي أو توبخي طفلك عليها.
تذكري أيتها الأم أن ليس من الصحيّ ابداً أن يشعر صغيرك بالذنب والفشل كلما بللّ ملابسه. كما ليس من المفيد على الإطلاق أن تربطي تحقيق هذا الأمر بحبّه لك فتقولي “إذا كنت فعلاً تحب الماما إفعلها على النونية“. فالقضية تكمن في قدرته على التفاعل فردياً مع الحاجة إلى التخلص من فضلات جسمه.
يمكنك العودة الى الحفاضة لبضعة أيام ثم المحاولة من جديد كي لا نُحمل الطفل وزر الشعور بالفشل المتكرر، من دون أن يعني ذلك إستسلاماً بل إستراحة ضرورية قبل الإنطلاق في محاولات لاحقة.
إعلمي أخيراً أيتها الأم أن طفلك لن يستجيب لمحاولاتك قبل أن يصبح جاهزا نفسياً وجسدياً . ولذلك أثني على جهوده حتى عندما يفشل في التبّول على النونية أو في الحمام كي يتشجع لمحاولات جديدة.
وإياكي أن تنسي عندما ينجح ولو لمرة واحدة أن تكافئيه على إنجازه.
كلمات مفتاحية:
نزع الحفاضة- النونية- النظافة عند الطفل- تبليل السرير