لا أعرف لماذا نربط دائماً كلمة الحب بين الرجل والمرأة فقط، على الرغم من أنها تحمل الكثير من المعاني السامية! ولكي تَسعدي في حياتك، يجب أن تعلمي أبناءك كيف يُحبون غيرهم، وكيف يُحبون أنفسهم، يحبون بعضهم البعض، ويحبون الحياة وكل من حولهم..
الحب لا يوصف بالكلام
من أكثر الأخطاء التي يمكن أن نرتكبها هي أن نعلم أبناءنا عبارات الحب مع فقدان كيفية التعبير عنه، لكي يتعلم أبناءك الحب يجب أن يشاهدوه من حولهم: كيف تحبيهم، وكيف تحبي زوجك، وكيف تحبي والديكِ، لأن الأطفال يتعلمون مما يرونه أفضل مليون مرة مما يتلقنوه منكِ.
تأكدي عزيزتي أن الجفاء لا يولد من فراغ، وأن معاملتك لأبناءك بجفاء سوف تولد لديهم هذا الشعور، بل وسينمو لديهم مع الوقت، فيجب أن تحتضنيهم وتقبليهم دوماً.
التعبير عن الحب
لا يجب أن يقف الحب لدى أبناءك على المشاعر المتبادلة، بل يجب أن يتم التعبير عن الحب بالهدايا حتى وإن كانت بسيطة القيمة، ولكنها ثمينة المعنى، علمي أبناءك أن يقدموا الهدايا لكِ أنتِ ووالدهم، ولبعضهم، إهتمي بالمناسبات العامة والخاصة، إجعليهم يزوروا الأجداد ويقدموا لهم الهدايا بأنفسهم، حتى يتعلموا كيف يتم التعبير عن الحب.
حب الحياة
حتى يتعلم أبناءك حب الحياة، يجب أن يستمتعوا بها، لا تحرميهم من متع الحياة المسموحة، وإشرحي لهم أسباب المتع الممنوعة حتى يقتنعوا، خذيهم في رحلات ممتعة وإجعليهم يتأملون الطبيعة الساحرة، فهكذا سيتعلمون الحب الحقيقي للحياة.
حب النفس
لا يمكن أن يحب شخص غيره دون أن يحب نفسه، يجب أن يشعر أبناءك أنكِ تحبين نفسك وتعتنين بها، أكدي لهم هذا المعنى وأن كل واحد فيهم يجب أن يهتم بنفسه ويحبها، ويحافظ عليها، ولكن إنتبهي لأن هناك خيط رفيع بين حب النفس والأنانية، يجب أن يحبوا أنفسهم ويحبوا الغير، ويفعلوا ما يسعد من حولهم، ولكن لا يقوموا بما يأتي في مصلحتهم الشخصية ويضر الآخرين.
الحب في المراهقة
تأتي هنا المعضلة لدى الكثير من الأمهات، فكيف أربي إبني أو إبنتي على كل معاني الحب، وأرفض الحب بين الفتى والفتاة في سن المراهقة أو قبل الزواج بشكل عام، الفكرة هنا عزيزتي هي التربية، يجب أن يفهم الإبن والإبنة أن الحب هو معنى سامي، وعندما يكون بين الرجل والمرأة فيجب أن يكلله الزواج، وليس مجرد حب ينتهي مع مرور الوقت، وإذا تأكد هذا فلا مشكلة في هذا الحب.
كل عام وأنتِ وأسرتك يغمركم الحب..
