أيها الطبيب، عيناي تدمعان، ساعدني!
تعتبر العيون الدامعة من الشكاوى الشائعة جداً لدى الأشخاص الذين يعيشون في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتبدو هذه الحالة أكثر انتشاراً هنا نظراً للبيئة المحلية التي تجعل الأشخاص أكثر عرضة واستعداداً للإصابة بمشاكل في الجزء الخارجي من العين. وتساهم العديد من العوامل في تهيج العيون مثل ضوء الشمس القوي والغبار الناتج عن مواقع الإنشاءات ودرجات الحرارة المرتفعة والرمال، هذا بالإضافة إلى العوامل الداخلية مثل تكييف الهواء المستمر والغبار في المنازل ووبر الحيوانات الأليفة. ويضاف إلى ما سبق عوامل مثل الصابون ومستحضرات العناية الشخصية ومستحضرات التجميل.
ولكن ما الذي يحدث بالضبط؟
لنلقِ نظرة على كيفية عمل العيون – الحاجز الأول في وجه أي جسم أو حشرة تصيب العين هو سطح العين الخارجي، وهو في ذلك يعمل عمل الجلد الذي يحمي الأعضاء الداخلية من البيئة الخارجية. يتألف سطح العين الخارجي من القرنية التي تعد نافذة العين، ومن الجزء الأبيض من العين ويسمى الملتحمة. وفي حال لامس أي جسم السطح الخارجي للعين وأزعجه فإن ردة الفعل الأولى تكون إفراز مزيد من الدموع. هذه هي ردة الفعل الطبيعية في محاولة العين لغسل أي جسم يقترب منها والتخلص منه. وفي حال استمر سبب الإزعاج أو التهيج فإن العين ستستمر في إفراز الدمع وستصبح محمرّة بعد فترة.
لماذا تنساب الدموع خارج الجفن؟
السبب ببساطة هو أن قناة تصريف الدموع ليست كبيرة بما يكفي. فهي مثل حوض بحنفية وأنبوب تصريف. فإذا كان تدفق الماء من الحنفية قوياً جداً فإن أنبوب التصريف لن يواكب معدل التدفق وسرعان ما سيملأ الماء الحوض وينساب خارج حافته. ويشبه ذلك كيفية عمل العيون، فإذا أفرزت العيون دموعاً بكمية أكبر من الطبيعي لسبب ما، فإن قناة تصريف الدمع التي تربط بين الجزء الخارجي من العين والأنف لتصريف الدموع لن تتمكن من التعامل مع هذه الكمية من الدموع لأنها صغيرة. وهذا ما يسبب ظاهرة انسياب الدموع. والتوازن دقيق جداً بين كمية الدموع التي تفرزها العين في الوضع الطبيعي وبين كمية الدموع التي يمكن تصريفها عبر القناتين الصغيرتين في زاوية العيون باتجاه الأنف.
عوامل نفسية
وبالإضافة إلى العوامل المهيّجة للعينين، فإن هناك بعض العوامل النفسية التي تسبب إفراز الدموع. ومن الأمثلة الشائعة ما نسميه البكاء، سواء أكان نتيجة شعور بالحزن أو السعادة، مثل دموع الفرح في حفلات الزفاف.
ما الذي يحدث عندما تتضيق قنوات الدموع أو تتعرض للانسداد بشكل كامل؟
إذا كان المريض يعاني من العيون الدامعة و ضيق قنوات الدمع أو انسدادها، فإن قطرات الدموع ستنساب على الوجه بشكل مستمر.
ولا يقتصر تأثير العيون الدامعة على كونها مزعجة، بل قد تؤدي إلى أعراض أخرى. فالعيون تصبح محمرة ومتهيّجة عند تجمع الدموع المالحة وعدم انسيابها بالشكل الطبيعي، وهذا يضر العيون. كما أن العيون الدامعة قد تزيد من احتمالية إصابة العيون بالتهاب.
ومن جهة أخرى فإن العين الدامعة تشوش الرؤية، لأن القرنية تتلقى كمية من الدموع تفوق ما تحتاجه لغسلها. وقد تزداد حدة تشوش الرؤية لدى المريض عندما تتراكم كمية كبيرة من الدموع على الجفن السفلي. وعلى الصعيد الاجتماعي فإن مشكلة العيون الدامعة قد تكون محرجة للمريض عندما تنساب الدموع بشكل مستمر. فبعض من يعانون من هذه المشكلة يحملون مناديل ورقية معهم طوال الوقت وفي كل مكان. وفي بعض الحالات تكون حدة المشكلة خطيرة لدرجة تتطلب إجراء الجراحة.
أما النوع الأخير من أنواع العيون الدامعة فهي في الواقع نتيجة لجفاف العيون.
في حال عدم إفراز الدموع بشكل مستمر و بكميات صغيرة للحفاظ على ترطيب العيون، فإن رد فعل العين للمؤثرات المعتادة مثل هبّات الهواء أو أجهزة التكييف ستكون أقوى من المعتاد، وستقوم العين بإفراز كمية كبيرة من الدموع دفعة واحدة. وبمعنى آخر فإن الشخص الذي يعاني من جفاف العيون يفرز الدموع على شكل دفعات دون القدرة على التحكم بكمية الدموع. ويمكن معالجة هذه المشكلة باستخدام قطرات بديلة عن الدموع بشكل يومي، أو سدادات صغيرة يتم تثبيتها في العين بواسطة إجراء بسيط وغير مؤلم.
نصائح للتخفيف من مشكلة العيون الدامعة
هناك أسباب عديدة للعيون الدامعة، ولا يجب التقليل من أهمية هذه المشكلة. فمن المهم فهم السبب الذي يؤدي إلى إفراز الدموع بشكل مستمر والحصول على العلاج المناسب.
وفيما يلي بعض النصائح لمن يعانون من مشكلة العيون الدامعة نتيجة البيئة المحيطة بهم فقط. فالنظارات الشمسية التي تحيط العيون من جميع الاتجاهات ستحدث فرقاً بالتأكيد إذا كنت في منطقة صحراوية أو في البحر. كما أن قطرات الدموع الصناعية تساعد في تخفيف حدة المشكلة. وعند استخدام أجهزة الكمبيوتر، فإن العين تتعرض للجفاف بشكل أكبر لذا فإن قطرات الدموع الصناعية تعتبر وسيلة ممتازة للمساعدة في تخفيف جفاف العيون. كما أن رمش العيون بصورة متكررة يساعد أيضاً في تقليل جفافها.