ينتظرالأطفال الدارجون تحديات رائعة في المستقبل،فكل شيء يرونه ويتذوقونه ويسمعونه ويشمون رائحته ويشعرون به هو بمثابة تجربة جديدة كليًا. وبالنسبة للأطفال الدارجين، فالعالم قاعة دراسة كبيرة. وتكونسنوات التعلم الأولى هذه من حياتهم تكوينية إلى حد كبير، إذ يكون لنمط التعليم ونوعيته أثر كبير على لهفتهم وقدرتهم على تعلم أشياء جديدة في السنوات التالية في حياتهم.
عادة ما يكون تعلم الأشياء الجديدة محبطًا للغاية ومتعبًابالنسبة للأطفال الدارجين، لذلك يجب على كلا الوالدين التحلي بالصبر والمثابرة والتروي. ومن المهم جدًا أن تكون عملية التعلم ممتعة للطفل، فعندما يحول الأهل تجربة التعلم إلى عملية ممتعة يصبح طفلهم متلهفًا أكثر للتعلم.وسيساعد غرس هذه الأفكار الإيجابية حول التعلم في عقل الطفل الدارج على ضمان مستقبل سعيد وسليم مليء بالتعلم الممتع.
يكون التعلم تجربة ممتعة عندما يتم من خلال اللعب. فعندما تعلمين طفلك الحروف الأبجدية أو الحساب، كوني إيجابية وسعيدة قدر الإمكان. حاولي مكافأة طفلك بوضع ملصق عندما يجيب إجابة صحيحة. لكن عندما يخطئ أو يعجز عن الإجابة، اذكري تلميحًا بسيطًاوبشكل إيجابي يساعده على إيجاد الجواب الصحيح. تذكري أن تكوني إيجابية دائماً ومبتسمة ومصدر تشجيع لطفلك. عندما يبدأ طفلك بالمشي خذيه في جولات قصيرة حول الحي (أوحتى إذا مازال في عربة الأطفال). أشيري إلى الأشياء الغريبة وأخبريه بأسماء الألوان، وشجعيه على لفظ اسم اللون أيضًا. وحاولي تأليف أغنية جميلة عن طفلك عندما تعلمينه نطق اسمه.كما تجعلين من تجربة التعلم ممتعة عندما تغنين أغاني سعيدة لطفلك،وتشركين أيضًا حواس متعددة مثل (السمع والنظر). ولا تنسي أنك تطلعين طفلك أيضًا على بعض أساسيات الثقافة الموسيقية بواسطة الغناء!ومن الجيد احتفاظك ببعض التسجيلات الموسيقية الخاصة بتعليم الأطفال،فعندما تُعزف الموسيقى في البيت، يتسلل اللحن والكلمات والدروس إلى عقل الطفل الباطن.
تجنبي تجارب التعلم التي تسبب الإحباط لطفلك. إذا كان صعباً على طفلك تعلم اسم لون محدد أو رقم أو حرف، أجلي الدرس ليوم أو أكثر. ولاتجبريه على أي شيء، لأن ذلك سيجعل من تجربة التعلم تجربة مزعجة بالنسبة له، وسيزيد من صعوبة تعلمه إياها في المستقبل. ضعي روتينًا معينًا، اجعلي الدروس قبل القيلولة، وكرري هذا التوقيت بشكل يومي. سوف تجعلي التعليم تجربة ممتعة عندما تدمجيه مع اللعب، ولأن التعلم يكون متعبًاأحيانًا، يكون توقيته قبل القيلولة مناسبًا جداً، لكي تتأكدي بأن طفلك متعب بشكل كاف لينام بعمق وهدوء.
تذكري بأن طفلك يمتلك خمس حواس، لذلك خاطبي حواسه الخمس عند تعليمه. اشرحي لهكيف تكون رائحة البصل، كيف يكون صوت الكلب، كيف يكون شعور الدغدغة، كيف يكون مذاق الشوكولاته، وكيف يبدواللون الأحمر.عندما تعلمين طفلك عن طريق الحواس الخمس سوف تساعديه على ربط الأفكار و دمجها بشكل أعمق، والأهم من ذلك أن تجعلي التعلم تجربة ممتعة لطفلك.