والآن بعد أن أنجبت طفلك الرائع، فقد حان الوقت لكي تعتني بجسمك في الأيام القليلة القادمة. وسواء كانت ولادتك طبيعية أو من خلال عملية قيصرية، ينبغي عليك التكيف والتأقلم مع هذه المرحلة الجديدة من خلال الحرص على أن تحصلي على الكثير من الراحة، وأخذ قسط كافٍ من النوم، وشرب الكثير من السوائل لبضعة أسابيع. تحتاج المرأة إلى فترة من الزمن للتعافي من عملية الولادة ولتعود إلى سابق عهدها سواء من الناحية الجسدية أو النفسية أو المعنوية. فعلى الأم أن تتمتع بصحة جيدة لكي تتمكن من الاعتناء بطفلها. يفرض القانون، في العديد من البلدان، بقاء المرأة في المستشفى لمدة لا تقل عن 12-24 ساعة بعد عملية الولادة، وذلك للتأكد من أن كل شيء على ما يرام. وقد تمرّين في مرحلة صعبة وتواجهين التحديات خلالها أثناء محاولتك التكيف مع وجود طفلك الجديد والتغييرات التي تحدث في المواعيد جراء ذلك.
فعلى سبيل المثال، ستضطرين للاستيقاظ مبكراً لإرضاع طفلك سواء اخترت الرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي. كما ستحتاجين إلى المزيد من الوقت لتجهيز طفلك وإطعامه عندما تضطرين للذهاب إلى مكان ما. تشعر الكثير من الأمهات بتقلبات في حالتهم المزاجية مثل الإنفعال المفرط بعد الولادة، وتكون في بعض الحالات أكثر حدة من فترة الحمل بسبب التغييرات التي تطرأ على الهرمونات والذي يعد أمراً طبيعياً خلال هذه الفترة. وقد تشعر بعض النساء بالضغط والكآبة والذي يسمى “باكتئاب ما بعد الولادة”. راقبي نفسك وانتبهي لذاتك. والجئي إلى طبيبك في حال شعرت أنك تفتقرين إلى الطاقة أو الرغبة في الاعتناء بطفلك، أو في حال راودتك أفكار انتحارية ورغبت في إلحاق الأذى بطفلك. ورغم أنك قد تشعرين بالخوف، إلا أن اكتئاب ما بعد الولادة هو أمر طبيعي ويمكن علاجه بالأدوية المناسبة.
قد تشعرين ببعض الآلام في معدتك بسبب تقلص الرحم ليعود إلى حجمه ومكانه الطبيعيين. وقد تعاني النساء اللواتي خضعن لعملية قيصرية من الألم في موضع الشق، والذي عادة ما يستغرق وقتاً أطول للتعافي. وفي ذات الوقت، من المهم أيضاً أن تدرك النساء اللاتي خضعن لعملية ولادة طبيعية كيفية التعامل مع الجرح والغرز والمحافظة على نظافتها بشكل صحيح وفقاً لتعليمات الطبيب، وذلك لتجنب حصول الالتهابات التي قد تصل إلى مجرى الدم وتسبب الكثير من الأمراض.
وفي غضون أسبوع تقريباً من مغادرة المستشفى، سيقوم طبيبك بتحديد موعد لإجراء الفحوصات اللازمة لك، للتحقق من مستويات السكر في الدم والتأكد من عدم إصابتك باكتئاب ما بعد الولادة وغيرها من الأمور، التي تهدف إلى التأكد من صحة الأم والطفل على حد سواء. من المهم الاتصال بطبيبك للحصول على المشورة والمساعدة في حال كان لديك أي أسئلة تتعلق بالعناية بجسمك بعد الولادة.
