العملية القيصرية الطارئة التي خضعت لها – قصة داريا

My Emergency Caesarean Darias Story
Spread the love

تحدثت بيبي آريبيا مع داريا حول تجربتها مع العملية القيصرية الطارئة

التقت بيبي آريبيا مع داريا؛ وهي أم لطفلين تبلغ من العمر خمسة وثلاثين عامًا. ولدت إبنة داريا، ذات الخمسة أعوام، بعملية قيصرية طارئة بينما كانت قد ولدت رضيعها بعملية قيصرية اختيارية بعد ثلاثة أعوام. وتصف داريا في المقالة الأولى من المقالتين تجربتيها المختلفتين في الولادة، إذ قمنا بإجراء مقابلة معها حول ولادتها الدرامية لابنتها وشعورها حيال الولادة القيصرية.

بيبي آريبيا: داريا، تمت ولادة طفلتك عن طريق عملية قيصرية طارئة، فهل كانت لديكِ فكرة بأن هذا الأمر قد يحدث خلال حملك؟

داريا: بالطبع لدي فكرة بأن الولادة القيصرية هي أمر محتمل الوقوع مع أي حامل، إلّا أنني لم أشعر بأي أمر يشير إلى أنني لن أستطيع ولادة طفلتي بطريقة طبيعية.

بيبي آريبيا: هل قمت بوضع خطة ولادة؟

داريا: نعم، لقد قررت بأنني أريد ولادة طفلتي في مستشفى بطريقة طبيعية، بقليل من الألم أو من غير اللجوء إلى خيارات تخفيف الألم.

بيبي آريبيا: متى أدركت باحتمالية وجود المشكلة؟

داريا: لقد كان الأمر مفاجئًا تمامًا. فقد ذهبت لإجراء الفحص الأسبوعي، قبل أسبوعين من موعد ولادتي ولاحظ طبيبي أن ضغط الدم قد ارتفع إلى مستويات خطيرة. ولم يكن هذا الأمر متوقعًا طوال فترة حملي، فقد كان ضغط الدم لدي ثابتًا وصحيًا. وطلب مني طبيبي الذهاب مباشرة إلى المستشفى من غير حتى الرجوع إلى المنزل لجلب حقيبتي.

بيبي آريبيا: إنها حقًا لمفاجئة صادمةكيف كان شعورك حينها؟

داريا: بالفعل كانت صدمة لأنني شعرت بأني في أحسن حال ولم يكن لدي فكرة بأني وطفلي كنا عرضةً للخطر. أشكر الله أنني ذهبت إلى موعد ما قبل الولادة وإلّا لما كنت لاحظت ذلك. لقد شعرت حينها بالقلق الشديد وارتفعت لدي مستويات الأدرينالين إلّا أنني شعرت بأنه إن كان هناك أي مشكلة فالمستشفى هي المكان الأفضل لي.

بيبي آريبيا: هل دخلت المستشفى؟

داريا: نعم، لقد خضعت للمزيد من الفحوصات والأدوية لخفض ضغط الدم لدي. وقد أدت الأدوية مفعولها في تخفيف ضغط الدم إلّا أنها لم تبقيه منخفضًا. لذاقرر الأطباء إجراء العملية حتى تتم ولادة الرضيع بأسرع وقت ولمنع الوقوع تحت خطر تسمم الحمل.

وبسبب حدوث هذه الحالة قبل أسبوعين من موعد ولادتي ولأن مسح عنق الرحم لم يحرض الولادة، اضطررت لأخذ أدوية لتحفيز المخاض. وبدأت أشعر في الصباح التالي بتقلصات قوية. وأخبرني الطاقم الطبي بأن خيارات تخفيف الألم لدي تشمل البيثيدين وإبرة التخدير فوق الجافية وذلك لأن التحريض الاصطناعي للولادة، خاصة عندما يكون التحريض قبل أوانه، قد يكون مؤلمًا.

بقيت في المخاض طوال اليوم وكان لدي خيار الاستحمام لتخفيف الألم وبعد ذلك وافقت على أخذ البيثيدين. لم أرغب بأخذ مخفف للألم في المخاض إلّا أنني بدأت أتيقن بأن خطة الولادة المثالية التي وضعتها لنفسي قد تلاشت وبأنه ينبغي أن أتقبل الوضع لحظة بلحظة وكذلك الأخذ بمشورة فريق الرعاية لدي.

وبدأت أشعر، بعد 24 ساعة من التحريض بتقلصات قوية إلّا أنها لم تكن تتطور بشكل جيد ولم يتمدد عنق الرحم كذلك. ولذلك قرر فريق الرعاية الطبية إنزال ماء الجنين من أجل تسريع الأمر. ولم أشعر بالألم من هذا إلّا أن التقلصات التي حدثت بعد ذلك كانت شديدة وتم إعطائي إبرة التخدير فوق الجافية، وبدا وكأن المخاض سيأخذ وقتًا، إذ كان الوقت اللازم للتمدد للوصول إلى 10 سم بعيدًا.

وفي تلك اللحظة شعرت بالراحة وانتقلت إلى غرفة الولادة في حين زادت جرعات الدواء للمحاولة ودفع الجسم للتقدم في المخاض.

بيبي آريبيا: هل تيقنتِ في تلك اللحظة بأنك ستخضعين لعملية قيصرية؟

داريا: لا، لم يذكر لي أحد هذا الأمر. فقد كان تركيزهم بشكل أكبر على مراقبة ضغط الدم واستخدام ما يكفي من الأدوية لتحفيز الولادة المنتجة.

بيبي آريبيا: إذًا ما المشكلة التي حدثت؟

داريا: كنت مربوطة بجهاز مراقبة القلب لمراقبة ردة فعل الجنين للمخاض. فكلما زادت جرعات الدواء الكافية للتقدم في عملية المخاض انخفضت مقابلها معدلات نبضات قلب الجنين. وكانت تلك إشارة على تعرض الجنين للخطر.

بيبي آريبيا: هل خفت من تعرض جنينك للخطر؟

داريا: نعم، في تلك اللحظة كنت أنا وشريكي في الولادة وحدنا في الغرفة وسمعنا نبضات قلب الجنين تنخفض إلى أن بدت وكأنها توقفت. ضغطنا حينها على جرس الطوارئ واستجاب الفريق الطبي على الفور وتم إعطائي الأكسجين وإزاحتي إلى جانبي. وبدأت معدلات نبضات قلب الجنين ترتفع تدريجيًا إلى أن عادت إلى قوتها مرة أخرى. لقد كان الأمر مخيفًا للغاية إلّا أنني علمت حينها بأن الأمر ليس نادر الحدوث وطالما أن الجنين موجود في الرحم لن يكون الأمر خطيرًا كما يبدو طالما أن المساعدة الطبية متواجدة.

بيبي آريبيا: إذًا، كان الطفل في أمان على الرغم من أن التجربة كانت مخيفة

داريا: نعم، لقد كانت بخير في تلك الحادثة إلّا أنه من الواضح بأنها لم تستطع تحمل قوة التقلصات التي كانت تحفزها الأدوية وأنها كانت تعاني في كل مرة تزداد بها كمية الأدوية. لقد وصل التوسع حينها إلى 4 سم فقط بعد مضي 36 ساعة من المحاولة وبدا الإرهاق يظهر على جسدي لذا كان ذلك دليلًا بأن حالتي لن تتقدم. لقد كنا عالقين حيال كيفية التقدم بطريقة آمنة.

حاول الأطباء أخذ بعض من الدم من رأس الجنين باستخدام أداة تعمل على تقييم مستويات الأكسجين لديها لتحديد الخطر على الجنين. إلّا أن الأمر لم يجدي نفعًا. ومع ذلك، أظهرت كافة الأدلّة بأن أي إجراءات طبية إضافية من أجل تحفيز المخاض قد تعرض جنيني إلى الخطر وأن أي تأخير على الولادة قد يكون أيضًا خطيرًا على كلينا بسبب ارتفاع ضغط الدم لدي وكذلك خطر التعرض إلى تسمم الحمل. وبعد كل تلك المحاولات طُلب منا تقبل الخضوع إلى عملية قيصرية نظرًا لضرورتها

بيبي آريبيا: كيف كان شعورك حيال ذلك؟

داريا: لقد كان الأمر مرهقًا بعد تلك المدة الطويلة والتي لم تجدي نفعًا إلى جانب شعوري بالخوف في تلك اللحظات. لقد سعدت بقبول الخضوع لعملية قيصرية لأنني كنت قلقة على سلامة طفلي وبدا واضحًا لي لي وللأطباء المتخصصين بأن المخاض لم ينجح. فقد كان سماع نبضات قلب جنيني تنخفض على جهاز مراقبة القلب التجربة الأكثر ترويعًا في حياتي. لم أرغب بالاستمرار في تكرار خطر ذلك الأمر فقد اكتفيت.

لقد شعرت بارتياح كبير أكثر من أي شيء آخر ولقد انبهرت من سرعة حدوث الأمور فور اتخاذ القرار. لقد منحني شعور الضرورة الملحّة الثقة بأن فريق الرعاية الصحية لدي رأى بأن الوقت قد حان للخضوع إلى عملية قيصرية وعدم إضاعة المزيد من الوقت. تم تجهيزي بسرعة إلى غرفة عمليات، وتم إزالةمجوهراتي وطلاء الأظافر على أصابع قدمي أيضًا. إلى جانب توقيع أوراق الموافقة. ولأنني أخذت إبرة التخدير فوق الجافية من قبل فقد زادت الأدوية بسهولة وبسرعة حتى تمكنت من الخضوع لعملية قيصرية خالية من الألم وكنت حينها بوعيي.

كانت عملية الولادة في غرفة العمليات سريعة وفعالة. وشعرت بالشد وكان شعورًا مزعجًا إلّا أن طفلتي ولدت بسرعة وبكت على الفور، لقد كان شعور الراحة هائلًا. وخضعت طفلتي للفحص، إذ كانت بصحة جيدة تمامًا وكنت قادرة على حملها بين ذراعي في أثناء إنهاء الجراحين للعملية، بإخراج المشيمة وخياطة الجرح.

بيبي آريبيا: كيف كان شعورك من ولادة طفلتك بعملية قيصرية؟

كنت مبتهجة ومرتاحة وشعرت بسعادة غامرة من كون طفلتي بأمان. شعرت بأننا نجونا كلانا من تجربة عصيبة شعرت خلالها بالخوف من كون النتائج مختلفة تمامًا. كنت ممتنة بشكل كبير للفريق الطبي الذي اعتنى بكلتانا. على الرغم من أنها لم تكن الولادة المثالية بالنسبة لي إلّا أنني تيقنت بأنه لا مفر من الولادة القيصرية في بعض الأحيان.

فإن لم يتم تحريض المخاض لدي، لكنت أنا وطفلتي بخطر مميت من تسمم الحمل الذي أشار إليه ضغط الدم المرتفع. وعلى الرغم من أن تحريض المخاض لم يجدي نفعًا إلّا أن النتيجة الآمنة الوحيدة في النهاية تمثلت في العملية وهو ما قد أنفذ حياتنا.

 

 

Welcome to Baby Arabia