العلاقة بين الإعاقة الذهنية واضطرابات طيف التوحد: ما تعنيه لطفلك

Spread the love

تطور فهمنا للتوحد بشكل كبير في الأعوام الأخيرة، وجعل التعرف الأفضل على الحالة من الأسهل على العائلات الحصول على التشخيص والدعم اللازم. ولكن الإصابة باضطراب طيف التوحد يعني أن الحالات تختلف عن بعضها بعضًا، لذا فإن البحث مستمر للتوسع في استراتيجيات التدخل التي يمكن تصميمها بشكل خاص للتلبية مجموعة محددة من الاحتياجات.
وعادة ما نتلقى أسئلة من الآباء حول الإعاقات والحالات ذات الصلة. ومنها الإعاقة الذهنية. ويهدف هذا المقال إلى توفير مقدمة بسيطة حول العلاقة بين التوحد والإعاقة الذهنية، وتوفير الوضوح للآباء الخائفين من تشخيص أبنائهم.
• ما هي الإعاقة الذهنية؟
• ما العلاقة بين الإعاقة الذهنية والتوحد؟
• كيف تختلف الإعاقة الذهنية عن التوحد؟
• كيف بإمكاني معرفة إن كان طفلي مصابًا بإعاقة ذهنية؟
• كيف يؤثر تشخيص الإعاقة الذهنية على علاج الطفل المصاب بالتوحد؟

ما هي الإعاقة الذهنية؟
هي نوع من الإعاقة يؤثر على الوظائف الذهنية (التفكير المنطقي والتعلم وحل المشكلات) والوظائف التكيفية، وعادة ما يتم التعرف عليها خلال تطورها.
ومن المهم معرفة أن الأطفال المصابين بالإعاقة الذهنية، تمامًا مثل المصابين بالتوحد، يمثلون مجموعة متنوعة للغاية من الأفراد. وقد يتأثر الأطفال بأشكال مختلفة وبمجالات مختلفة من قدراتهم وليس في الآخرين. وعادة ما تصنف هذه الإعاقات حسب شدتها؛ منخفضة أو متوسطة أو شديدة أو عميقة.

ما العلاقة بين الإعاقة الذهنية والتوحد؟
يصاب نحو 1% من السكان بشكل عام بالإعاقات الذهنية، ويصاب نحو 10% من هؤلاء بالتوحد، ورغم تشابه الكثير من الأعراض بين اضطرابات طيف التوحد والإعاقة الذهنية، إلا أن البحث العلمي ما يزال مستمرًا لمعرفة إن كان هناك علاقة جينية بينهما.
لذا بالرغم من أن احتمالية إصابة الأطفال الذين يعانون من التوحد بالإعاقة الذهنية أكبر من احتمالية إصابة الأطفال غير المصابين بالتوحد، ولكن الجدير بالذكر أنه ليس من الضروري أن يتواجد كلاهما معًا.

كيف تختلف الإعاقة الذهنية عن التوحد؟
قد يؤثر كل من الإعاقة الذهنية أو التوحد على قدرة الطفل على الكلام، ومهاراته المعرفية وتفاعله الاجتماعي، وهو ما يجعل التشخيص صعبًا عادة، وخاصة في حالات التوحد الشديدة. ومع ذلك، ففي حين يؤثر التوحد على تطور الطفل في بعض النواحي، إلاّ أن الإعاقة الذهنية تؤثر عادة على سرعة التعلم بشكل عام.
وبشكل عام، يرتبط تشخيص الإصابة بالإعاقة الذهنية بشكل خاص بالأطفال الذين ينخفض معدل ذكائهم عن 70 أو أقل، في حين يتمتع الأطفال المصابون بالتوحد بدرجات متفاوتة من معدل الذكاء. وعلى سبيل المثال، قد يعاني الطفل المصاب بالأعراض الشديدة لمتلازمة أسبرجر من صعوبة في التواصل الاجتماعي والكلام، ولكن يكون معدل ذكائه (وتطوره المعرفي العام) متوسط المستوى أو يرتفع عن المتوسط في بعض الحالات.

كيف بإمكاني معرفة إن كان طفلي مصابًا بإعاقة ذهنية؟
يعد إجراء أخصائي علم النفس السريري للتقييم بغرض تشخيص الإعاقة الذهنية الطريقة الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها لمعرفة ما إن كان طفلك مصابًا بإعاقة ذهنية. إذ سيقوم بتقييم مهاراته المعرفية (والمعروفة أيضًا بمعدل الذكاء) وإجراء مقابلة معك أو مع أي من معلميه في المدرسة لمعرفة ما لاحظتموه، قبل جمع هذه المعلومات لإجراء التحليل.
كما يجب فحص الأطفال مع أخذ تشخيصهم بالإصابة بالتوحد بعين الاعتبار، نظرًا للسلوكيات المتداخلة أو نقص الدافع للتجاوب. فقد يلزم على سبيل المثال توفير ظروف خاصة للفحص، نظرًا لأن البيئة الخاطئة قد تتسبب في توترهم والتأثير سلبًا على نتائجهم. اطلبي المساعدة وخذي الوقت اللازم لفهم معايير التشخيص، وتأكدي من ملاءمة فحص الإعاقة الذهنية للتوحد واستخدامه لأحدث الأساليب.

كيف يؤثر تشخيص الإعاقة الذهنية على علاج الطفل المصاب بالتوحد؟
رغم عدم معرفتنا للعلاقة الجينية بين الحالتين، إلاّ أن من المعروف أن أعراضهما متشابهة كثيرًا وأن من المفيد النظر إلى هذه الأعراض ككل عند العلاج. إلاّ أن هذا النهج قد يكون مضللًا إلى حد ما.
فنظرًا لتأثير الإعاقة الذهنية على سرعة التعلم الكلية، فمن المهم تشخيصه وعلاجه بشكل منفصل عن التشخيص السابق للتوحد. وذلك لتصميم برنامج فردي للتعليم والمساعدة لدعم الاحتياجات وأوجه القصور في المهارات التي تحدث نظرًا للإعاقة الذهنية.

Welcome to Baby Arabia