روب تشارتيرس الذي يحمل رقم عضوية مسجل، ودرجة البكالوريوس بمرتبة الشرف، ومزاول للعلاج السلوكي المعرفي
حالات الرهاب – لا تنقله لهم
يعتبر الآباء العنصر الأكثر أهمية في حياة الطفل.
أنت تنقل إلى أطفالك اللغة والثقافة وما تحب وما تكره، كما تنقل إليهم مخاوفك أيضًا
فإذا كنت تشعر بخوف غير منطقي تجاه شيء أو موقف ما ورآك طفلك وأنت تتصرف بخوف، فمن المرجح جدًا أن يتصرف بنفس الطريقة. لذا، من أهم الأمور التي يمكنك القيام بها فيما يتعلق بأطفالك وحالة الرهاب لديك، هو عدم نقله لهم.
عندما تفهم حالة الرهاب لديك وكيف بدأت معك وسبب حدوثها فسيكون لديك فرصة جيدة لتربية أطفال متوازنين وأصحاء من دون أية ردود فعل رهابية.
كيفية مواجهة الرهاب
تكمن أنجح طرق معالجة الرهاب في الاستفادة من آلية الهروب أو المواجهة التي تحدثنا عنها في المقالة الأخيرة. وذلك باستخدام الآلية بطريقة عكسية.
ما لا يعرفه معظم الناس أن طبيعة الجسم وجدت على جعله يشعر بالخوف وهذا هو سبب شعورك بالتعب بعد تعرضك لموقف مخيف في أغلب الأحيان. وبالمقابل، من الطبيعي أن يتفاعل الجسم ويستمر في إنتاج هرمون الأدرينالين للحفاظ على مستويات الخوف ضمن حدودها الطبيعية. فإن جسمك يبحث دائمًا عن شيء يسمى “الاستقرار الداخلي”. ما يعني أنك سوف تتكيف مع الأشياء وتصل في نهاية المطاف إلى التوازن.
المغزى من هذا هو أنه إذا “عرّضت” نفسك لشيء يشعرك بالخوف، سيشعر جسمك بالمقابل بالتعب بعد فترة من الوقت من إنتاج الأدرينالين حتى يتوقف من إنتاجه في نهاية المطاف.
هذا ينقلنا إلى العلاجات التي تستخدم لعلاج الرهاب والتي تعمل جميعها إما بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق “تعريض” الجسم إلى مسبّب للرهاب حتى يتوقف عن إنتاج الأدرينالين.
التَفْييض
هذه هي أروع طريقة للتعرض، بحيث يتم تعريض المريض للمسبب الرهابي ويُترك حتى يتعب نظام الأدرينالين لديه ولا يشعر بالخوف بعد ذلك. ومثال على ذلك هو وضع عنكبوت كبير على شخص ما والانتظار حتى يزول الخوف. والمدهش في هذا الأمر أن الرهاب سيختفي في أقل من ساعة وغالبًا ما يتم علاجه بشكل دائم. ولا شك أن هذا أمر مرهق للغاية بالنسبة للمريض وعلى الرغم من نجاحه وسرعته، إلا أنه ليس الأسلوب الذي يحبذه معظم الناس للتخلص من الرهاب. لأسباب واضحة!
التعرّض التدريجي
يعد هذا العلاج أبطأ إلّا أنه في أغلب الأحيان يعد أحد أفضل الطرق لعلاج الخوف. في هذه الحالة، ينظر الشخص أولاً إلى صورة عنكبوت ثم عندما يشعر بالراحة يتم زيادة التوتر النفسي تدريجيًا. وبعد ذلك قد يتم وضعه في غرفة فيها عنكبوت صغير بمرتبان. ويتم تقريبه تدريجيًا حتى يتمكن في نهاية المطاف من لمس العنكبوت. وتعد هذه العملية أبطأ من عملية العلاج بالتفييض ولكن يمكن أن تكون ناجحة جدًا في بعض جلسات العلاج.
الأدوات المعرفية
يتم عادةً علاج الرهاب من خلال التنويم المغناطيسي والبرمجة العصبية اللغوية والعلاج السلوكي المعرفي. وهذه العملية تشبه عملية التعرض التدريجي لكن يتم تشجيع المريض على تخيل المسبب الرهابي ثم تغيير الصورة في ذهنه بإضافة الموسيقى أو جعلها صغيرة أو مشاهدتها كما لو كانت على شاشة فيلم. ويعمل هذا النهج في كثير من الأحيان على توظيف أساليب الاسترخاء للسيطرة على الأدرينالين. ويستفيد العلاج السلوكي المعرفي من علاج التعرض التدريجي ويضيف عملية التفكير والتخيل حيث غالبًا ما يستخدم التنويم المغناطيسي والبرمجة العصبية اللغوية الجزء التخيلي من العملية. وفي رأيي كمعالج، يقدم العلاج السلوكي المعرفي أفضل مزيج من التعرض التدريجي والأدوات المعرفية، على الرغم من جدارة كافة الطرق العلاجية الأخرى.
ما يعنيه ذلك بالنسبة لأطفالك
النقاط الرئيسية في هذه المادة هي: –
- حالات الرهاب هي ردة فعل خاطئة للخوف وقد ﻓﻬﻤﻨﺎ كيف تعمل
- لأننا نفهم كيف تعمل يمكننا معالجتها بشكل فعال جدًا
- لأننا نفهم كيف تنتج يمكننا محاولة الوقاية منها عن طريق التغلب على مخاوفنا الخاصة بحيث لا ننقلها لأطفالنا
- يجب ألا يعاني أي طفل من الرهاب عندما يكون لدينا أدوات فعالة لعلاجه
الملخّص
كلمات مفتاحية
الكلمة الأساسية