يشمل تطور الطفل جميع الجوانب المتعلقة به؛ سواء أكانت جسدية أم عاطفية أم نفسية أم اجتماعية. ويجب إيلاء نفس مستوى الأهمية لجميع جوانب التطور السليم للطفل، وذلك لضمان نمو الطفل بشكل صحي ومستقل، وهذا ما يميز فترة طفولة الإنسان منذ ولادته وحتى نهاية مرحلة المراهقة.
لكل مرحلة من مراحل نمو طفلك احتياجاتها الخاصة، سواء أكان حديث الولادة أم طفلاً صغيراً أم مراهقاً، وسيشهد طفلك تغيرات وتجارب وتطورات جديدة في كل مرحلة، وسيبدأ بالانتقال التدريجي من مرحلة الاعتماد الكامل على الآخرين إلى الاستقلالية. وفي حين يركز معظم الناس على التطور الجسدي للطفل، عليك التركيز على تطور الطفل الشمولي.
ورغم اختلاف عملية التطور من طفل لآخر، إلا أنه يمكن تقسيم عملية التطور بصورة عامة إلى عدة فئات. هنالك اختلافات ملحوظة في الطول والوزن والبنية بين طفل وآخر، ويجب عدم اعتماد المقارنات للتأكد من نمو الطفل. يسهل تأثر الأطفال بالآخرين، لذلك فإن للأصدقاء والأقران دورٌ أساسيٌ في تحقيق التطور الصحي للطفل، ومع أن تأثر الأطفال بآراء أقرانهم أمر طبيعي، إلا أنه يتوجب على الأبوين التأكد من عدم وجود أي ضغوطات على أطفالهم أو تغييرات غير صحية. يُعد التعلم من الآخرين جزء أساسي من عملية النمو، إذ أنه يعزز التطور الاجتماعي، ومع ذلك يحتاج هذا الأمر إلى المتابعة والرقابة لتجنب اكتساب العادات غير الصحيحة أو الآراء والتصورات الخاطئة. كما أن هذا هو الوقت الذي يتم فيه تمييز وجود صعوبات في التعلم أو المشاكل السلوكية، والعمل على حل تلك المشكلات.
يجب أن يعمل الأبوان على بناء دائرة الثقة مع أطفالهم، إذ يظل جو المنزل والأسرة المليء بالمحبة هو الأساس للتطور الصحي. ويجب عليك إجراء الفحوصات الطبية الدورية، وتفقد تطور الطفل مع الخبير المتخصص لمتابعة التطور السليم، كما يساعد ذلك في اكتشاف أي مشاكل في النمو ومعالجتها في مرحلة عمرية مبكرة. ويجب عليك أيضًا متابعة صحة طفلك النفسية. قد تؤثر عوامل عديدة على صحة الطفل النفسية، وتظل المتابعة الحثيثة والفحوصات هما الطريقة الوحيدة لتحديد وجود أي مشكلة وبأسرع وقت ممكن.
الأطفال يحبون الاستقلالية، ويتوجب على الأبوين منحهم ذلك الإحساس بالاستقلالية، ولكن يجب إبقاء الطفل ضمن دائرة السيطرة مع السماح للإحساس بالاستقلالية في النمو بداخله.