الحول (Strabismus) هو حالة تختل فيها محاذاة إحدى العينين أو كلاهما، بحيث لا تنظر العينان بنفس الاتجاه. وفي بعض الحالات يكون انحراف العينين إلى الداخل (ويسمى Crossed eyes) أو إلى الخارج (ويسمى Wall-eyed) أو إلى الأعلى أو إلى الأسفل، أو يجمع بين أكثر من شكل.
يصيب الحول نحو 2% من الأطفال، وقد يظهر عند الولادة أو خلال مرحلة الطفولة المبكرة، وقد يكون ناتجاً عن خلل في توازن العضلات أو عن الحاجة إلى ارتداء نظارات طبية. ومن المهم تشخيص حالة الحول في وقت مبكر قدر الإمكان. وتتم إحالة الطفل الرضيع أو الطفل الذي يشْتَبَه بإصابته بالحول عادة إلى أخصائي تقويم البصر.
من الممكن إجراء فحوصات عدة للتحقق من قدرة إبصار الطفل ومنها فحص العيون. وقد يشتمل العلاج على استخدام نظارات طبية أو علاج تقويم الحول أو جراحة لعضلات العين.
وتعد جراحة الحول من جراحات العيون الشائعة. ويتم خلال الجراحة إما إضعاف أو تقوية أو تغيير حركة واحدة أو أكثر من عضلات العين الخارجية المسؤولة عن تحريك العين. وعادة ما تتضمن الجراحة إضعاف العضلة أو تقويتها أو تغيير حركتها أو في حالات أقل شيوعاً تغيّر وضعها بأساليب أخرى (دعمها أو طيّها أو ثنيها أو خياطة بطانتها بشكل دائم مع كرة العين، أو غير ذلك).
يتم تنفيذ هذه العملية تحت التخدير العام، وتستغرق عادة حتى 60 دقيقة بحسب عدد العضلات التي تحتاج إلى جراحة.
وبشكل عام، يلاحظ حوالي 90% من المرضى/أهل المرضى بعض التحسن في وضع الحول بعد الجراحة. إلا أنه قد لا يتم تصحيح الحول كلياً بعد العملية نظراً لوجود بعض العوامل التي لا يمكن التنبؤ بها. ويحتاج العديد من المرضى أكثر من عملية لتصحيح الحول خلال حياتهم. وفي حال ظهور الحول من جديد فإنه قد يكون بنفس الاتجاه أو بالاتجاه المعاكس، كما قد يظهر في أي وقت.
لا تغير الجراحة من حدة الإبصار ولا تصحح الأخطاء الانكسارية في العين. وقد يحتاج المريض إلى ارتداء رقعة للعين بعد الجراحة.