روب تشارتيرس الذي يحمل رقم عضوية مسجل، ودرجة البكالوريوس (بمرتبة الشرف)، ومزاول للعلاج السلوكي المعرفي
عندما نتصوّر أنفسنا مكان الآخرين ونضع في مخيّلتنا ما يشعرون ويفكرون به، فإننا نوظّف قوى التعاطف لدينا. والتقمّص العاطفي أمر جيد، لكن بحالتنا كآباء، فإننا نُحب أطفالنا بقدر يحول دون أن نسمح لأنفسنا أن نراهم يتألمون. وهذا أمر بديهي ولكنه ليس بالمفيد دائمًا.
تخيّلي أن طفلك يعاني من ألم في الأسنان، وهي حالة مؤلمة كحال جميع الآم الأسنان. وفي هذه الحالة، سنميل إلى التقمّص العاطفي؛ بتخيّل قدر الألم والشعور بعدم الراحة الذي يمر به طفلنا، وسنصحبهبعد ذلك إلى طبيب الأسنان. وأحيانًا، قد يأخذنا تعاطفنا بعيدًا بمنحى يُعرقل قدرتنا على الحكم. تخيّلي لو فكرتِ بالأمر التالي –” لن أصطحب طفلي إلى طبيب الأسنان لأنه قد يخلع سنّه وبهذا سيشعر طفلي بألم أكبر”، سيكون هذا مثالٌ على توظيف التقمّص العاطفي بشكل خاطئ؛ إذ ستتسببين لطفلك بمزيد من الألم في حال عدم اصطحابه إلى طبيب الأسنان وقد يزداد الأمر سوءًا وقد ينتهي بإصابته بالتهاب. وعليه، يجب الموازنة بين تعاطفنا وبين اتخاذنا للقرارات الحساسة.
قد تكون القدرة على رؤية الأمور من منظور طفلك أمرًا مفيدًا للغاية عندما يتعلق الأمر بوضع حدود للتعامل مع سلوكياته. إليك السيناريو الآتي، تخيّلي أنك ذهبتِ إلى مركز التسوق وأن طفلك بدأ يمر بنوبة غضبوبالبكاء والغضب الشديد لأنك رفضتِ شراء حلوى أو دمية له. وفي هذه الحالة، لو أنك تصوّرتِ نفسك مكان طفلك فقد يخطر ببالك “إنه لأمر مُحزن، إن طفلي حزين جدًا وعليّ شراء دمية له.”
ويعد هذا مثالًا على توظيف التقمّص العاطفي بمنحى يفوق البساطة، وبالتفكير بالأمور مستقبلًا، سترين أن ذلك قد يقود إلى حدوث مشاكل.
تخيّلي لبرهة أنك أنتِ الطفل الذي يود الحصول على دمية؛ إن الأطفال رائعون ولطيفون وخفيفو الظل ونحن نحبهم، لكنهم أنانيون للغاية. ويعود هذا الأمر لكونهم لا يملكون حسّ التقمّص العاطفي بعد، ولكونهم لا يدركون أن البكاء والصراخ يؤذيكِ، لذلك يحاولون الحصول على كل ما يريدونه حينما استطاعوا.
فالأطفال يفكرون كالتالي “في المرة الأخيرة التي بكيت فيها، حصلت على الدمية”
وتحصل هذه الأمور منذ أن كانوا أطفالًا رُضّع. فكّري بذلك، إنهم يبدؤون بالبكاء عندما يشعرون بالجوعّ ويصمتون حال الحصول على الحليب، وذلك أمر لا بأس به عندما يكونون أطفالًا رُضّع، لكنه قد يكون غير محبّذِ عندما يكبرون.
فعندما يستقرفي ذهن طفلك أنك ستستجيبين بإعطائه ما يريد في كل مرة يبكي أو يصرخ فيها، فإنك بذلك تُنمّين سلوكًا سيئًا لديه وتحثّينه على سلوك التطلّب؛ ففي ذهن طفلك، ستكون نتيجة كل سلوك سيء يتصرّف به هي الحصول على جائزة.
يتضمن هذا الأمر التمتع بفهم حقيقي لنظرة عالم طفلكِ وتخيلي الأحداث اللاحقة.
تخيّلي أنك طفلة بعمر الأربع سنوات وأن والدتك تقول لكِ “تناولي كل ما في طبقك، وستحصلين على الآيس كريم مقابل ذلك.”، فإن لم تتناولي وجبة العشاء كاملةً وحصلتِ على الآيس كريم لكونك بكيتي وأبديتِ حزنك، فما الأمر الذي ستتعلمينه
فإن لم تتناولي وجبة العشاء كاملةً وحصلتِ على الآيس كريم لكونك بكيتي وأبديتِ حزنك، فما الأمر الذي ستتعلمينه من ذلك؟ ما الذي ستقومين به في المرة القادمة؟ من المرجح أنك ستكررين السلوك ذاته وستقومين فقط بالبكاء في كل مرة تريدين فيها أمرًا ما إلى حين الحصول عليه.
وبالتأكيد هذا هو ما يحصل عندما لا يُدرك الوالدان أنهما يكافآن طفلهما على السلوك السيء.
ولكن إن لم تحصلي على الآيس كريم وواصلتي البكاء دون الحصول عليه كذلك، ألن تتوقفي عن البكاء في نهاية المطاف؟ ألن تتناولي وجبة العشاء كاملةً وتُحسني التصرّف في المرة القادمة؟ فقد تحصلين على مكافأة لسلوكك الجيد وتواصلين التصرّف على ذلك النحو.
فعندما نضع أنفسنا مكان أطفالنا ونوظّف التقمّص العاطفي، نبدأ بإدراك أفضل السُبُل للتعامل معهم في كل موقف يحدث ونصبح حينها والدين جيدين.
للاطلاع على مزيد من المعلومات حول المكافآت ونتائجها، يرجى زيارة صفحة المقالات الأخرى لدينا.