بكاء طفلك كثيراً ما يوتركِ أيتها الأم أو يتركك في حالة حيرة وسط كمٍ من الأسئلة: لماذا يبكي الآن؟ كيف أعرف ما به؟ هل هو مريض؟ هل يشعر بالجوع؟هل يجب أن أحمله؟
حسناً، لبكاء المواليد الجدد أشكال وألوان إذا جاز التعبير، وأكثر من تفسير، يمكن التعرف إليها كالآتي:
في الأشهر الثلاثة الأولى من عمره يبكي الرضيع كي يتواصل مع أمه: يبكي عندما يكون جائعاً أو عندما يشعر بالتعب أو عندما يريد أن ينام، أو حتى عندما يشعر بالضجر. ببساطة، قد يبكي الرضيع أحياناً فقط كي يقول لأمه: “أنا هنا إحضنيني” أو “قبليني”.
المهم الاّ تتأخري في الإستجابة لبكاء رضيعك أيتها الأم لأنه أحياناً قد يكون نداء إستغاثة…لا سمح الله.
الإصغاء إلى طبيعة بكاء الرضيع كثيراً ما يُدرب الام مع الوقت على التعرّف إلى أسباب هذا البكاء ودوافعه.
بكاء الرضيع الجائع هو بكاءٌ خافتٌ ومتقطع إجمالاً، لكنه قد يتصاعد خلال دقائق إذا تأخرت الأم في تلبيته. فإذا كنت تستمعين إلى هذا النمط من البكاء ومضى نحو ساعة ونصف الساعة على آخر وجبة تناولها طفلك، يمكنكِ الجزم عندها أنه يناديك كي تطعمينه.
هوغالباً بكاء مفاجئ “يندلع” فجأة ويتصاعد تدريجياً ويصاحبه غزارة في الدموع إجمالاً. وإذا كان هذا الألم ناجماً عن مغصٍ مثلاً فقد يتوقف للحظات ثم يعاود من جديد عندما تعود التقلصات إلى إمعاء الرضيع. المهم أن تدركي أن البكاء المفاجئ للرضيع والحاد ّ ينجم إجمالاً عن شعور ما بالألم نتيجة توعك صحي معين، لذا ينبغي عندها التدقيق في الأمر.
هذا النمط من البكاء هو أقرب إجمالاً إلى التعبير عن “النق أو” التململ” منه إلى البكاء بالمعنى الحقيقي. وقد يعكس حاجة الرضيع إلى تغيير وضعية نومه أو إلى التجشؤ بسبب غازات تزعجه. وقد يدل ببساطة كذلك على رغبته بأن تحضنيه سيدتي. لذا يكفي أن تتأكدي من وضعية رضيعك في السرير، وأن تحمليه وتربتي برفق على ظهره كي تتأكدي من دوافع هذا البكاء.
هو بكاء غير حاد يُمهد خلاله طفلُك سيدتي للدخول في دورة الإسترخاء والنوم، وغالباً ما يحدث بعد لحظات من وضعك طفلك في السرير، ولا يكون حاداً او متواصلاً. حاولي أن تعزلي طفلك عن الأصوات القوية المحيطة به وأن تهدئيه بأغنية ترندحينها أو موسيقى للأطفال، وستمرُ نوبة البكاء على خير.