بسبب التطعيمات، لم نعد نرى الجدري، وتم القضاء تقريبًا على شلل الأطفال. ولا عجب من اعتبار التطعيمات المعجزة الحديثة.
تعد التطعيمات واحدة من أهم الإنجازات التي توصل إليها الطب الحديث. ولم يقم أي تدخل طبي آخر بعمل أكثر مما قامت به التطعيمات في إنقاذ الأرواح وتحسين نوعية الحياة.
دمر الجدري وقتل الآلاف من الناس في القرن الثامن عشر. وبمجرد أن يصاب به الأشخاص، فإن المرض قد يقتل حوالي ثلث الضحايا ويترك الناجين مشوهين أو مكفوفين.
ولحسن الحظ، تم القضاء على الجدري تمامًا في عام 1980 وبشكل رسمي. فلو كان هذا المرض شائعًا في وقتنا الحاضر، قد يتسبب بقتل ما يقدر بمليوني نسمة كل عام من كافة أرجاء العالم.
تم القضاء أيضًا على مرض شلل الأطفال المميت، الذي لم يكن علاجه ممكنًا، من معظم بلدان العالم. ومن المعروف أن شلل الأطفال الذي ينتج عن الإصابة بفيروس ويعمل على تدمير الخلايا العصبية، كان يهدد حياة الملايين من الأشخاص حول العالم. ففي ذروة انتشار المرض، كان يصاب أكثر من 1000 طفل بالشلل يوميًا في العالم بسبب مرض شلل الأطفال.
ولقد شُلّ ما يصل إلى 1 من كل 1000 طفل وواحد من 75 بالغًا ممن أصيبوا بالعدوى، إذ لا يقتصر الشلل فقط في أذرعهم أو أرجلهم، لكن أيضًا في عضلات التنفس لديهم مما يعرضهم لخطر الاختناق.
وكانت الطريقة الوحيدة لإبقاء الأطفال المصابين بمشاكل في التنفس الناجمة عن شلل الأطفال على قيد الحياة هي بوضعهم في جهاز معدني عملاق يسمى “الرئة الحديدية” لمساعدتهم على التنفس. وقد عُرفت أجنحة المستشفيات المزودة بأجهزة الرئة الحديدية للأطفال منذ 50 عاما فقط.
تم القضاء تقريبًا على السعال الديكي والدفتيريا في أوروبا بفضل نجاح التطعيمات. ولو قارن هذا مع أربعينيات القرن العشرين عندما عانى الملايين من الأشخاص ومات مئات الآلاف من هذه الأمراض.
تم القضاء تقريبًا علي التهاب السحايا من النوع ج منذ إدخال اللقاح ج الخاص بالرجال في المملكة المتحدة في عام 1999. وكانت المملكة المتحدة أول دولة في العالم تقدم هذا اللقاح.
إذ انخفضت حالات التهاب السحايا ج بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 سنة بنسبة 99 % منذ بدء التطعيم.
أصبحت كل هذه الأمراض نادرة في الوقت الحاضر بحيث أصبح من السهل التقليل من أهمية تطعيمات الأطفال.
إلاّ ان السعال الديكي والدفتيريا ما زالا مصدران للتهديد. وقد تكون الأمراض نادرة الآن، لكن إن لم يتم تطعيم الأطفال، فقد ينتشر المرض بشكل أوسع.
بعد الخوف من سلامة لقاح السعال الديكي في السبعينيات والثمانينيات، توقف الآباء عن تطعيم أطفالهم ضد المرض. وقد أدى ذلك إلى ظهور ثلاثة أوبئة، ومات ما لا يقل عن 100 طفل بعد إصابتهم بالمرض.
يعد التطعيم جزءًا مهمًا جدًا من صحة طفلك، لكن هذا يعد مجرد جزء من القصة. لكل من قام بأخذ اللقاح، هناك الكثير من الأطفال الآخرين الذين لن يصابوا بالمرض نظرًا لأن طفلك لم يعد حاملًا للمرض.
ساعدي طفلك وكل طفل من خلال التطعيم.