يُعد سلس البول حالة شائعة أثناء فترة الحمل وبعدها. وخلال فترة الحمل، تُشكل كل من هرمونات الحمل التي يُفرزها جسمك، وتزايد حجم طفلك، ووزن رحمك الآخذ بالاتساع ضغطًا على المثانة. ومن الطبيعي أن تعاني الحامل من تسرب كمية ضئيلة من البول عند السعال، والعطس، والوقوف فجأة أو القيام بأي تمارين شاقة.
وقد تبدئين بالمعاناة من سلس البول أو تستمرين بذلك بعد الولادة. في الواقع، يؤدي إنجاب الطفل إلى الضغط على المثانة. وبعد مرور بضعة أسابيع على الولادة، ومع عودة الرحم إلى حجمه لمرحلة ما قبل الحمل، يكون الرحم تمامًا فوق المثانة ويستغرق وقتًا طويلًا ليعود إلى مكانه الطبيعي. كما تؤدي التغيرات الهرمونية دورًا في ذلك أيضًا.
ورغم أن ذلك يعد أمرًا مزعجًا، إلا أنه من الممكن التعامل معه بمنتهى البساطة من خلال ارتداء فوطة صغيرة والحرص على التبول فور الشعور بالحاجة لذلك. ومن الطرق التي تُساعد إلى استعادة السيطرة الطبيعية على المثانة بسرعة:
تمارين كيجل: (أدخل الرابط الإلكتروني)، وهي تمارين لقاع الحوض يسهل القيام بها، ويُمكن ممارستها في أي مكان. وتُنصح المرأة الحامل بممارسة هذه التمارين أثناء فترة الحمل، كما أن من المهم الاستمرار بذلك بعد الإنجاب لتقوية قاع الحوض، إذ كلما ازدادت قوة هذه العضلات، استعدتِ سيطرتك على مثانتك بشكل أسرع.
التحكم بالوزن: إذا ازداد وزنكِ خلال فترة الحمل، فإن فقدان الوزن بمعدل معقول وبطيء سيُساعدك على استعادة سيطرتك على مثانتك.
تدريب المثانة: يُعد استخدام المرحاض قبل الشعور بالحاجة للتبول مفيدًا لصحة المثانة، إذ قد يؤدي تراكم البول في المثانة إلى حدوث الالتهابات فيها. ويساعد التبول كل نصف ساعة تقريبًا على تدريب المثانة، كما ستكونين قادرة على زيادة المدة بين المرات تدريجيًا.
تجنبي الإصابة بالإمساك للسيطرة على المثانة بشكل جيد: يُشكل الإمساك ضغطًا إضافيًا على المثانة، وبالتالي فإن اتباع نظام غذائي جيد قد يُساعد على التغلب على ذلك. (يُرجى إدخال الرابط)
شرب كميات كافية من المياه: قد تفضلين عدم تناول كميات كبيرة من المياه لتجنب سلس البول. ومع ذلك، فإن شرب كميات كافية من الماء ضروري لصحة المثانة، إذ أن المثانة الجافة أكثر عرضة للإصابة بالتهابات المسالك البولية (يُرجى إدخال الرابط)، وقد يؤدي التهاب المثانة بدوره إلى المزيد من سلس البول.
ورغم كثرة أوجه المضايقة والإزعاج التي ستمرين بها أثناء فترة الحمل وبعدها، إلا أن حالة سلس البول ستتحسن وتزول في غضون بضعة أشهر. وإذا شعرتِ أن الأعراض تزداد سوءًا أو إذا عانيتِ من أي ازعاجات، فلا بد عندها من استشارة طبيبك لضمان عدم وجود حالات عدوى أو أي مضاعفات.