رغم اختلاف أعراض الحمل من امرأة لأخرى، إلا أن هنالك بعض القواسم المشتركة بين جميع النساء الحوامل. ويُمثل الشعور بالغثيان أحد الأعراض الأكثر شيوعاً، إذ تعاني أغلبية النساء الحوامل؛ أي أكثر من نصفهن، من الغثيان أو التقيؤ خلال فترة الحمل. وتحدث هذه الأعراض في العادة خلال الأشهر الثلاثة الأولى.
وغالباً ما يُشار إلى الغثيان الذي يصاحب الحمل بمصطلح الغثيان الصباحي، والذي يحدث في بداية اليوم بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء فترة الحمل. وعلى الرغم من شعور بعض النساء بالغثيان في الفترة الصباحية، لكن من المألوف أن تعاني بعضهن من الشعور بالغثيان طوال اليوم دون حصول التقيؤ.
وقد يتفاقم الغثيان الصباحي بسبب عوامل معينة خاصة بأسلوب الحياة، مثل الإجهاد والسفر وبعض الأطعمة الدسمة، لذلك فمن المستحسن المحافظة على نظام غذائي صحي ومتوازن، يتكون بالدرجة الاولى من الكربوهيدرات المعقدة ومستوىً مرتفع من البروتين، وذلك بغية إبقاء الغثيان ضمن حدود السيطرة. في الغالب، لا تعد هذه الأعراض مبعث قلق، لكن من المهم ملاحظة ما إذا كان التقيؤ شديداً، لأنه قد يفضي إلى الجفاف وحدوث مضاعفات تحتاج تدخل الطبيب.
وتشمل الأعراض الأخرى التي تشهدها المرأة الحامل التعب وحرقة المعدة وعلامات التمدد وآلام الظهر واحتباس السوائل والرغبة الشديدة في تناول الطعام.
تشعر الكثير من النساء الحوامل في العادة بالتعب، ويعود ذلك إلى الجهود التي يبذلها الجسم للتكيف مع التغيرات الطارئة. فخلال الأشهر الثلاثة الأولى، تبدأ معدلات ضخ الدم والسوائل الأخرى بالتغير وذلك بغية التكيف مع التغيرات التي تطرأ أثناء الحمل. وهذا أمر طبيعي تماماً، لكنه قد يحدث التعب بسبب فقر الدم. ولهذا السبب، فمن الضروري المحافظة على مستويات صحية من مخزون الحديد في جسمك أثناء الحمل. وفي حال شعرتي بالتعب وبشكل غير اعتيادي، فمن السهل التحقق من مخزون الحديد في جسمك من خلال إجراء اختبار يوفره اختصاصي طبي.
وبالإضافة ذلك، فقد تعاني بعض النساء من حدوث تورم خفيف واحتباس للسوائل في مراحل مختلفة من الحمل، وهذا من الأعراض الشائعة التي ينبغي توقعها. كما قد تطور بعض النساء رغبة شديدة في تناول الطعام – قد تصل إلى الرغبة في تناول أشياء مثل التراب والطين والفحم. وهناك احتمال كبير بارتباط هذه الأنواع من الرغبة الشديدة بنقص التغذية. ولذلك، فمن المستحسن إجراء فحوصات نقص التغذية وذلك لاستبعاد العناصر الغذائية المحتملة التي يمكن أن تكون مفقودة من نظامك الغذائي.
آلام الظهر هي كذلك من الأعراض الشائعة خلال الحمل، ويعزى ذلك إلى زيادة وزن جسم المرأة. ويحتمل أن يعمل الوزن الزائد على دفع جسم المرأة إلى الأمام بطريقة تؤثر على التوازن وتشكل ضغطاً على الظهر. كما تُحدث مفاصل الحوض التي تبدأ بالتراخي استعداداً للولادة، تأثيراً على آلام الظهر. ويمكن للمرأة أن تحد من آلام الظهر من خلال التدرب على اتخاذ وضعية جيدة طوال فترة الحمل.
رغم أن جميع الأعراض المذكورة أعلاه والآثار الجانبية للحمل هي من الأمور الطبيعية التي ترافقه، إلا أنه يجب عليك التحدث مع طبيبك إذا ما اشتدت حدة أي منها، وذلك للتأكد من أن كل شيء على ما يرام وللحصول على المشورة ومساعدتك على التحكم في تلك الأعراض.
