الدكتور عصام انجق
إن المعالجة الأساسية في حال الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء الحاد، تكون بإعاضة نقص السوائل والأملاح.
وفي الحالات التي لا يترافق فيها الإسهال مع الإقياء، والتي تكون فيها خسارة السوائل بسيطة أو متوسطة، يمكن أن يتم تعويض السوائل عن طريق الفم.
ويوجد حالياً في الأسواق ظروف تحتوي على الأملاح الخاصة الضرورية بنسب معينة تحل بالماء المعقم، وتعطى للطفل. كما توجد محاليل جاهزة معبأه ومعقمة يمكن أن تعطى مباشرة للأطفال.
أما في الحالات التي تترافق مع إقياء شديد يعيق إعطاء السوائل، أو الحالات التي يكون فيها التجفاف شديداً وخسارة السوائل كثيرة، فإن تعويض السوائل يجب أن يكون سريعاً. وأن يتم ذلك في المشفى بإعطاء السوائل عن طريق الوريد، مع مراقبة المريض بشكل جيد، خوفاً من حدوث عواقب لا يحمد عقباها.
إضافة لإعطاء الماء والأملاح يمكن أن يعطى الطفل بعض الأدوية، كمضادات الإقياء وخافضات الحرارة ومضادات التشنج، لتسكين الألم البطني، أما المضادات الحيوية فيترك وصفها للطبيب، حسب الحالة. فكثير من حالات التهاب المعدة والأمعاء الحاد تشفى من دون إعطائها، ولكن في بعض الحالات قد
تضطر الى إعطاء المضادات الحيوية عندما تكون الإصابة شديدة، أو عندما يكون الطفل المصاب صغيراً جداً أو لديه اضطراب في مناعة جسمه، أو عنده سوء تغذية، أو عندما تكون العوامل الممرضة من النوع الغازي لجدار المعدة. إن إعطاء المضادات الحيوية في الحالات التي لا يجب إعطاؤها، قد تؤدي
تأثيرات جانبية غير مرغوب بها.
إن الوقاية خير من قنطار علاج، والنظافة هي أهم وسيلة وقائية، بالنسبة لإلتهاب المعدة والأمعاء الحاد.
فنظافة الأيدي تكون بغسلهما جيداً بعد الخروج من المرحاض او تغيير حفاض الطفل، وقبل تحضير الطعام أو تناوله، هو عامل مهم في الوقاية. كذلك منع الأطفال من تناول الأطعمة المكشوفة، والمعرضة للحشرات، خاصة الذباب الذي يكثر في الصيف، وهو ينقل العوامل الممرضة، كما أن سوء حفظ الأطعمة
يساعد على تكاثر الجراثيم والعوامل الممرضة، التي يمكن أن تبقى حية في الأطعمة المحفوظة في البراد. وعند تعرضها للحرارة تتكاثر وتنتقل الى الجسم عن طريق الجهاز الهضمي مؤدية لإلتهاب المعدة والأمعاء الحاد.