يوم ميلاد طارق
كان طارق متحمسًا. فقد كان اليوم عيد ميلاده وكان يومًا رائعًا بالنسبة له.
عندما أستيقظ كانت أمه قد وضعت له طردًا جميلًا ملفوفًا بورقة عليها سيارات سباق على حافة سريره. وفي داخل الطرد وجد ما يرغب به .. هل خمنتم ما هو .. إنها سيارة سباق! إذ يعلم الجميع بأن طارق يحب سيارات السباق،وكانت هذه السيارة هي الأسرع حتى الآن. فقد تخيل طارق على الأقل ما هي، وكان طارق جيدًا جدًا في تخيل سيارات السباق السريعة.
وحتى المدرسة كان لها دور جيد في عيد الميلاد فقد غنّت المعلمة أغنية “عيد الميلاد” وشارك جميع الأطفال بها مما جعله يشعر بالتميز وكم هو محبوب لديهم.
وعندما وصل إلى منزله كانت أمه قد أعدّت عشاء خاص له ولعائلته. وكانت عمته أليشا موجودة أيضًا، إذ كانت سعيدة طوال الوقت وروت أفضل القصص ولعبت حيلًا مضحكة. وأحضرت العمة أليشا ابنة عمته هديل التي تحب الفساتين والتي لم تتوافق اهتماماتها مع اهتمامات طارق، إلّا أنها رسمت له في هذه المرة صورة لسيارة سباق كانت جميلة لذا أعتقد طارق بأنهما قد يندمجان معًا. وحتى شقيقه الكبير جمال كان لطيفا فقد ادخر مصروفه لشراء منصة منحدرة لطارق من أجل لعب سباق السيارات. لقد كان يومًا رائعًا بالنسبة لطارق.
كان الشخص الوحيد المتبقي هو والد طارق الذي كان يعمل في المستشفى لإنقاذ الأرواح وإجراء عمليات ذكية للغاية.
والمشكلة الوحيدة هي أن والد طارق لم يكن في المنزل بعد، وكان عليهم أن يبدأوا العشاء بدونه.
وفي وقت متأخر مساءً، تلقت أم طارق مكالمة هاتفية. وبدت حزينة جدًا وكانت هادئة تمامًا على الهاتف.
قالت له “طارق، يرغب والدك بالتحدث معك”
وأعطته الهاتف وأجاب طارق “مرحبا يا أبي”
ورد والده: “مرحبًا يا ابني، أنا آسف حقًا يا طارق، ولكن لا بد لي من إجراء عملية طارئة. فقد تعرضت فتاة صغيرة لحادث ووضعها سيئ للغاية، وأنا الجرّاح الوحيد في المستشفى الذي يستطيع إنقاذها. فلا يمكنني المجيء لحضور حفلة عيد ميلادك.. ولكن كن صبيًا مطيعًا واستمتع وأسرتك وأعدك بأننا سنجتمع غدًا ونقوم بأمور مميز معًا”.
شعر طارق بالبكاء، لكنه تذكر مدى ذكاء والده ومدى حاجة الأطفال الآخرين له والذين قد يكونوا بحالة سيئة جدًا بدونه. وعرف طارق في أعماقه أنه بحاجة إلى تفهم الوضع.
وقال: “حسنًا أبي… سأكون بخير.” وقال أيضًا “أحرص على أن تحافظ على ذكائك الفائق وتقوم بإنقاذ حياة الطفلة .. من أجل عيد ميلادي.” He said.
شعر والد طارق حينها بالراحة وقال: “شكرًا يا بني .. كنت أعلم أنك ستتفهم، فأنت فتى محترم وأحبك كثيرًا.”
شعر طارق بالحزن الشديد لأنه اشتاق لوالده كثيرًا ولكنه قرر أن يكون شجاعًا ويقضي وقتًا جميلًا طوال ما تبقى من عيد ميلاده.
مفاجأة طارق
وفي صباح اليوم التالي استيقظ طارق على ابتسامة كبيرة. لقد كان وجه أبيه!
وقال له: “مرحبًا أبي، لقد عدت إلى المنزل” ثم تذكر طارق لماذا لم يكن والده في المنزل الليلة الماضية “كيف حال الطفلة، هل قمت بإنقاذها؟”
“حسنًا يا بني”، قال والده: “كان الأمر صعبًا حقًا، لكني تذكرت أنك كنت تتحلى بالشجاعة وأردت مني أن أكون ذكيًا جدًا في عيد ميلادك، لذا حاولت جاهدًا أكثر من أي وقت مضى .. ونعم ستكون الطفلة على ما يرام!”
وقال طارق: “رائع”، “لكن لماذا توقظني في وقت مبكر جدًا؟”
“نحن سنذهب في مغامرة!” قال والده: “هيا، لقد تأخرنا”
لبس طارق ثيابه وغادرا بسيارته. لقد انطلقا خارج المدينة حتى وصلا إلى مبنى محاط بالكثير من الطرق. كان طارق مرتبكًا، لكنه رأى سيارة خارج المبنى مع رجل يرتدي خوذة وملابس خاصة بسباق السيارات.
لاحظ حينها أن السيارة بدت وكأنها كانت سريعة .. سريعة جدًا .. وكانت سيارة سباق حمراء!!.
قال والده: “تعال أيها المدرب البطيء، لقد منحتني أفضل هدية الليلة الماضية بأن كنت لطيفًا جدًا عند تقبلك عدم قدرتي على المجيء إلى المنزل. والآن سنقدم لك مفاجأة عيد ميلادك. نحن متجهون إلى السباق!”
قضى طارق يومه بالاستمتاع بأفضل وقت على الإطلاق. وقضى والده اليوم بطوله معه، وتسابقا حول المضمار عدة مرات.
وقد أحب طارق والده، فلم يكن أذكى طبيب في المستشفى فحسب، بل كان الأسرع كذلك!
بررمممممممم!!