روب تشارتيرس الذي يحمل رقم عضوية مسجل، ودرجة البكالوريوس بمرتبة الشرف، ومزاول للعلاج السلوكي المعرفي
“إذا كنت ترغبين في أن يكون طفلك محبوبًا ومهذبًا ومنضبطًا، فلا تستخدمي معه أسلوب العقاب، والجأي إلى أدوات التربية المناسبة. استخدمي مع الأطفال الصغارأساليب تحويل الانتباه وتحديد الهياكل والحدود ولفت الانتباه، وبينيللأطفال الأكبر سنًا ما هو متوقع منهم ووضحي لهم المكافآت أو العواقب”.
هذا اقتباس من الدكتورة في علم النفس نورين جي. جونسون، الرئيسة السابقة لجمعية علم النفس الأمريكية.
تناولنا موضوعالتعامل مع الأطفال الأكبر سنًا واللجوء إلى العقاب فيمقالة أخرىنقترح عليك قراءتها للأطفال من سن 4 سنوات فما فوق. ولكن نظرًالأن الأطفال الصغار غير قادرين على تناول مفاهيم كهذه، سنبحث هنا عن الأساليب المسلية والهياكل والحدود.
قد تعتقدين أن كل ما يفعله طفلك سحري؛فكيف يمكن لأي شخص ألا يحبه وهو يتحرك ويلهو ويرقص بمرح ومستمتع بنفسه؟وقد تكون الأحاديث ونوبات الغضب المستمرة جميلة بالنسبة لك –بل لا بد أن تكون كذلك، أما للآخرين الذين يضطرون إلى المجادلة بالصراخ والبكاء أو تنظيف البوظة الذي يلطّخ ثيابهم، فلن يكون ذلك مصدر متعة.
دعونا نحلل بعض الاستراتيجيات التي قد تساهم في تحسين إدارة وقت الأسرة والتمتع بأفضل تجربة مع أطفالنا.
يتمثل العقاب في أي تصرف سلبي نقوم به تجاه الأطفال.وعادةً ما يؤدي ضرب الأطفال والصراخ إلى إحداث مزيد من الضجةوإلىتفاقم المشكلة.ناهيك عن أنهم قد ينشؤوا جدليين أو عدوانيين أو يعانون من مشكلات نفسية، لأنهم يتعلمون أن الصراخ والضرب هما الطريقة الصحيحة للتعامل مع المشكلات.تذكروا أن أطفالنا يميلون إلى تعلم معظم مهاراتهم الاجتماعية مِنّا بشكل مباشر.
ومن هنا، دعونا نأخذ بعض الوقت للاطلاع على نصيحة الدكتورة جونسون والبحث عن طرق أخرى للتعامل مع الصغار المشاكسين.
التحويل هو مهارة تغيير انتباه طفلك.فعلى سبيل المثال، إذا لاحظ طفلك شيئًا يريده – لعبة مثلاً – وبدأ في إحداث مشكلة من أجل الحصول عليها، فيمكنك استخدام مهارة التحويل لتركيز انتباهه على أمر آخر،أي أنك تمنحينه بديلاً لها؛حيث أن انتباه الطفل الصغير أمر عابر جدًا، وسرعان ما سيغير ما يريده إناستطعت تقديم شيء آخر له.ولا ضير من حمل إحدى لعبه المفضلة في حقيبتك؛ فإذا لاحظ شيئًا ما في أحد المتاجر وبدأ نوبة غضبه لأنه لا يستطيع الحصول عليه، فيمكنك تحويل رغبته إلى لعبته المفضلة عادة. لا تعطيه اللعبة قبل الخروج، بل أبقيها مخفية،وإذا رأى شيئًا يريده أثناء تواجدكم في الخارج، قولي شيئًا مثل: “انظر إلى الدب هنا، إنه يختبئ في حقيبتي طوال الوقتويشعر بالوحدة، اسمع، إنه يتحدث معي”. غالبًا ما سيحوله هذا الأسلوب عن الشيء الآخر ويمكنك الاستمرار في التسوق بسلام نسبيًا.
ترتبط هاتان الاستراتيجيتان ببعضها وينبغي استخدامهما معًا. والهياكل هي الأماكن التي تحدد فيها الأعمال الروتينية التي يعرفها الأطفال ويعتادون عليها. فإذا كان طفلك يعلم أنك ستحضرين له البوظة عندما تذهبين إلى السوق، فسيعتاد على ذلك.وكذلك الأمر إذا كان يعرف أنه إذا أحسن التصرف أثناء التسوق الممل، فسينتظر بعض الوقت حتى يحين وقت المرح والبوظة في الحديقة.
أما الحدود فهي التي تبنيها حول عالمه.يجب أن يتعلم طفلك أن “لا تعني لا”، وإنه إذا سمع هذه الكلمة، فلن يجدي نفعًا مقدار بكائه وصراخه وسيعرف بأن: “أمي لا تعطيني ما أريده عندما أبكي وأصرخ لذلك لن أزعجها”.احرصي على تعزيز الحدود بالهياكللتكون النتائج متشابهة دائمًا.
لا تعتقدي أنالهياكل والحدود قاسية، فهي التي تجعل الأطفال يشعرون بالأمان والمحبة.
يتمثل أحد أسباب عدم نجاح العقاب في أن يكون شكلاً من أشكال الاهتمام؛ حيثيفضّل الطفل الذي يشعر بالملل أن يتم توبيخه على ألا يلقى أي نوع من الاهتمام!ضعي ذلك في الاعتبار عند الذهاب إلى عملك وامنحي طفلك الكثير من الاهتمام الإيجابي مثل الثناء والعناق.وعندما يكون الطفل شقيًا، سيكونلحرمانه من هذا الاهتمام الإيجابي أثرأكبر من تجاهله ثم الصراخ عليه عندما يكون شقيًا.