ناقشت الدكتورة نورما موصلي قضية التكنولوجيا وتأثيرها على الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط
سهلت الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية دخول معظم الأشخاص في دوامة الإنترنت. وقالت الدكتورة نورما “إننا نعيش في عصر المعلومات المفرطة، الأمر الذي قد يسبب عواقب وخيمة على تعليم الأطفال إذا لم يتم إدارة التكنولوجيا بالشكل الصحيح”.
سألنا الخبيرة: هل من الممكن أن تسبب التكنولوجيا حدوث اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط؟
تزامن انتشار الأجهزة الإلكترونية المحمولة مع زيادة كبيرة في عدد الأطفال المصابين بهذا الاضطراب. إذ يتساءل العديد من الآباء والأمهات متشكيين ما إذا كانت التكنولوجيا هي واحدة من الأسباب الأساسية لحدوث هذا الاضطراب. وقالت الدكتورة نورما الموصلي “في الوقت الراهن، لا يوجد دليل قاطع على أن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا يؤدي إلى حدوث اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط”. وأضافت “الأطفال في سن المدرسة معرضين بشكل خاص لأخطار الاستخدام المفرط للتكنولوجيا، لأنها قد تحفز تطوير الانتباه قصير المدى”.
يعاني طفلي من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط إلاّ أنه لا يواجه أي مشكلة في التركيز على الآي باد. فما هو السبب؟
وفقًا للدكتورة نورما موصلي، فإن وسائل الإعلام الاجتماعية تظهر إشعارات وأصوات من الرسائل النصية والتي تسهم جميعها في إنتاج مادة الدوبامين الناقلة للحركة العصبية في الدماغ. وهذا هو نفس التأثير الناتج عن الأدوية التي تعالج هذا الاضطراب، مثل عقار ريتالين الذي يعمل على زيادة كمية امتصاص الدوبامين في الدماغ. ولهذا السبب الغريب نرى قدرة الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب على التركيز تمامًا على جهازهم الإلكتروني. وأشارت الدكتورة موصلي بما أن العالم التناظري لا يحفز التدفق المستمر للدوبامين، يصبح التركيز في هذا العالم أكثر صعوبة مقارنة بالعالم الرقمي. وقالت “سيبدو العالم الحقيقي، وخاصة عالم الحصص الدراسية التقليدية، مملاً جدًا مقارنةً بعالم الطفل الرقمي”.
في ضوء كل هذا، أكدت الدكتورة موصلي بأنه لا يجب على الآباء والأمهات منع أطفالهم من استخدام التكنولوجيا: “يمكن أن تكون التكنولوجيا أداة قوية للتعلم، في حال استخدمت بالشكل الصحيح”. وأكدت على ضرورة أن يتبع الآباء والأمهات قواعد وقوانين صارمة لتنظيم نشاط أطفالهم الترفيهي على الانترنت ويقتصرونها كيلا تزيد عن ساعتين في اليوم.