مخاوف الوالدين الجدد
من الطبيعي لأي أم (وأب) جديدان أن يكون لديهما مخاوف وقلق بشأن تحمل مسؤولية طفلهما الرضيع حديث الولادة. فالأطفال صغار جدًا وضعفاء ويعتمدون تمامًا على والديهم ومقدمي الرعاية في جميع احتياجاتهم. ويمكن لهذا أن يبدو مرهقًا، وبما أن كل رضيع يختلف عن غيره، لا يمكن توفير كتاب نصي للإجابات خاص بكل رضيع جديد، إذ يأتي التعلم مع الممارسة، ولكن يمكنك أن تكوني مستعدة لذلك.
المخاوف الشائعة لدى الوالدين الجدد
التعرف على أنواع بكاء طفلك الرضيع
في البداية، قد تبدو أصوات بكاء طفلك الرضيع متشابهة بالنسبة لك ولكن سرعان ما ستتعلمين كيف تميزين الفرق بين البكاء بسبب الجوع وحاجته إلى الغذاء، أو البكاء بسبب الشعور بعدم الارتياح لتغيير حفاضة أو أي شعور آخر بعدم الارتياح، أو شعور بعدم الارتياح بسبب أمر أشد خطورة مثل المغص أو أي شيء آخر. ويمكن للبكاء بصوت عال وبشكل غير معتاد أن يكون إشارة إلى وجود مرض ما. وسرعان ما ستعرفين ما يريده طفلك الرضيع من بكاءه بل وستميزين صوت بكاءه من بين أصوات الأطفال الآخرين.
الخروج من المنزل مع طفلك الرضيع
قد تكون مغادرة المنزل للمرة الأولى مع طفلك حديث الولادة أمرًا مخيفًا، وقد يبدو العالم الخارجي خطرًا وقد يؤدي الاتصال المباشر بأشخاص آخرين إلى خطر التعرض لمصادر العدوى. ومن الطبيعي أن تشعري بهذا، ولكن من المهم أن تتذكري أن فوائد الخروج مع طفلك الرضيع ستفوق المخاطر على أن يصحبها قبل ذلك التخطيط والإعداد. وعليكِ اتخاذ الاحتياطات المعقولة المتعلقة بالسلامة عندما تكونين خارج المنزل والتأكد من وجود كل شيء تحتاجين إليه معكِ بما في ذلك الهاتف الخليوي لحالات الطوارئ. وقد يُبدي الغرباء إعجابهم بطفلك الرضيع، ولكن من البديهي أن لا تسمحي للغرباء من خارج العائلة والأصدقاء بالتعامل مع طفلك الرضيع. واجعلي مشاويرك الأولى خارج المنزل قصيرة إلى أن تشعري براحة أكبر وتصطحبين شخصًا ما معك إن كان ذلك يساعدك على تعزيز الثقة.
إيقاظ طفلك الرضيع النائم
غالبًا ما يخاف الوالدان الجديدان من إحداث ضوضاء خلال أوقات نوم الطفل في حال استيقاظهما. فهذا أمر طبيعي، فقد تمكنت أخيرًا من إخلاد طفلك الرضيع إلى النوم ولن ترغبي في إيقاظه. إلّا أنه من الأفضل القيام بالأعمال المنزلية العامة والمحادثات كالمعتاد لأن الأطفال معتادون على الضوضاء منذ أن كانوا داخل الرحم. وينبغي عدم تجنب الضوضاء التي تأتي من التلفاز أو المكنسة الكهربائية أو الدردشة أو المراوح، إذ سيصبح طفلك الرضيع معتادًا على النوم في هذه الضوضاء. وقد توقظ الضوضاء العالية والمفاجئة طفلًا نائمًا، ولكن لا يمكن أن يستيقظ بسبب الضوضاء المنزلية المعتادة، وبكل تأكيد لا حاجة للمشي على رؤوس الأصابع حول الطفل النائم.
وضع الطفل للنوم وهو يبكي
من الصعب عليكِ، من الناحية العاطفية، وضع طفلك الرضيع في سريره وهو يبكي، خاصة إن قام بالبكاء بشكل أكبر بمجرد وضعه في السرير. ومع ذلك، ليس من المعقول أن تكوني في وضع لا يمكنكِ فيه وضع طفلك الرضيع للنوم لساعات بينما تهزّيه وتهدّئيه وتُستنفذ طاقتك وربما طاقة طفلك أيضًا. ويمكن للأطفال أن يصبحوا منهكين القوى، فإن حرصتِ على إرضاعه وتغيير حفاضه ومساعدته على التجشؤ وظل طفلك يبكي فقد يكون بحاجة إلى النوم وسرعان ما سيهدأ إن تركتيه يبكي لوحده لفترة قصيرة. فكلما كان الطفل معتادًا بشكل أكبر على الهدوء من تلقاء نفسه كلما كان ذلك الوضع أفضل للطفل والوالدين. لذا كوني شجاعة وحاولي تركه لفترة وجيزة وأنتِ بالقرب منه ولاحظي ما إذا كان سيهدأ من تلقاء نفسه. كما أنه ليس من الحكمة ترك طفل يبكي لفترة طويلة للغاية وعليكِ دائمًا طلب المشورة الطبية عندما تساورك أية مخاوف.
تسليم رعاية الرضيع
من أصعب الأمور بالنسبة للأمهات الجدد هو تسليم رضيعها إلى شخص آخر لرعايته في غيابها، حتى وإن كان ذلك الشخص هو زوجها وكان غيابها فقط لفترة قصيرة من الزمن. وهذا أمر طبيعي ولا يعني أنكِ لا تثقين في الشخص الآخر، بل يعني أنكِ مبرمجة لتكوني حاضرة من أجل رضيعك في جميع الأوقات! ومع ذلك، من المهم جدًا في المجتمع الحديث أن تكوني قادرة على ترك طفلك الرضيع مع زوجك وأفراد عائلتك وأصدقائك الموثوقين. ومن المهم أن يعتاد طفلك الرضيع على الهدوء بين يدي الآخرين وليس بين يديكِ لوحدك، إذ سيكون الأمر أسهل مع مرور الوقت. وتذكري أنه ليس من المهم أن يرتدي طفلك الزي الذي اخترته أو أن لا يتم ترتيب الأشياء كما كنتِ تفعلين، فالمهم حقًا هو أنكِ كنت قادرة أن تبتعدي عن طفلك وأن يبقى طفلك بأمان إلى حين عودتك.