الجميع يعلم أن حليب الأم هو أفضل غذاء صحي للطفل. ولكن هل تساءلتم يومًا عن السبب الذي يجعله على هذا القدر من الأهمية؟
العناصر الغذائية الموجودة في حليب الأم
فيما يلي لمحة موجزة عن مكونات حليب الأم والعناصر الغذائية التي يستفيد منها طفلك:
البروتينات
يحتوي حليب الأمعلى نوعين من البروتينات: مصل اللبن والكازيين، بنسب تصل إلى نحو 60% من مصل اللبن و40% من الكازيين.ويساعد هذا التوازن في البروتينات على تسريع عملية الهضم وتسهيلها؛ فإذا كان الحليب الصناعي يحتوي على نسبة أكبر من الكازيين، فسيكون هضمه صعبًا على الطفل، بينما تجد أن
60-80% من البروتين الموجود في حليب الأم هو بروتين مصل اللبن. وتتميز هذه البروتينات أيضًا بخاصية الوقاية من العدوى.
فيما يلي بعض البروتينات الموجودة في حليب الأم تحديدًا مع فوائدها:
يمنع اللاكتوفيرين نمو البكتيريا التي تعتمد على الحديد في الجهاز الهضمي.وهو ما يمنع تكوّن بعض الكائنات الحية، مثل الجراثيم القولونية والخميرة، التي تحتاج إلى الحديد.
ويعمل الجلوبيولين المناعي الرئيسي “IgA” الموجود في الإفرازات المخاطية على حماية الرضيع من الفيروسات والبكتيريا، وتحديدًا تلك التي تتعرض لها العائلة والأم والطفل،كما يساعد على الوقاية من الإيكولاي، ومن الحساسية إلى حد ما.وتساعد الجلوبيولينات المناعية الأخرى، بما فيها”IgG” و”IgM”، الموجودة في حليب الأم على الوقاية من العدوى البكتيرية والفيروسية.ويمكن أن يساعد تناول السمك على زيادة كمية هذه البروتينات في حليب الأم.
أما أنزيم الليزوزيم فيحمي الرضع من بكتيريا الإيكولاي والسالمونيلا، ويعزز نمو الجراثيم المعوية المفيدة، وله وظائف مضادة للالتهابات.
وتعزز بكتيريا البيفيدس من نمواللاكتوباسيلس أو العصية اللبنية الحمضية.واللاكتوباسيلس هي بكتيريا مفيدة تحمي الطفل من البكتيريا الضارة عبر إيجاد بيئة حمضية تمنعها من البقاء على قيد الحياة.
الدهون
يحتوي حليب الأمعلى الدهون الضرورية لصحة الطفل؛فهي لازمة لنمو الدماغ وامتصاص الفيتامينات التي تذوب في الدهون، كما تعد مصدرًا أساسيًا للسعرات الحرارية.وثمة حاجة للأحماض الدهنية طويلة السلسلة من أجل نمو الدماغ والشبكية والجهاز العصبي؛فتودع في الدماغ خلال الثلث الأخير من الحمل، وتوجد أيضًا في حليب الأم.
الفيتامينات
هناك ارتباط مباشر بين كمية ونوع الفيتامين في حليب الأم وكمية ونوع الفيتامين الذي تأخذه الأم.ومن هنا، تظهرأهمية حصول الأم على تغذية كافية تشمل الفيتامينات.وتعتبر الفيتامينات التي تذوب في الدهون، بما في ذلك فيتامين أ وفيتامين د، وفيتامين هـ وفيتامين ك، أساسية لصحة الرضيع.
وتعد الفيتامينات التي تذوب في الماء، مثل: فيتامين ج والريبوفلافين والنياسين وحمض البانتوثينيك ضرورية أيضًا.ونظرًا للحاجة إلى هذه الفيتامينات، ينصح العديد من المتخصصين في مجال الرعاية الصحيةوالرضاعة المرضعات بتناول فيتاميناتما قبل الولادة باستمرار.
الكربوهيدرات
يعتبر سكر اللاكتوز المادة الكربوهيدراتية الأساسية الموجودة في حليب الأم؛حيث يشكل حوالي 40% من إجمالي السعرات الحرارية التي يوفرها هذا الحليب.ويساعد اللاكتوز على تقليل أعداد البكتيريا الضارة في المعدة بشكل كبير، مما يحسن عملية امتصاص الكالسيوم والفوسفور والمغنيسيوم.كما يساعد على مكافحة الأمراض ويعزز نمو البكتيريا المفيدة في المعدة.
الحليب الطبيعي هو الأفضل لطفلك
يحتوي حليب الأم على مزيج مثالي من البروتينات والدهون والفيتامينات والكربوهيدرات.وليس ثمة شيء أفضل منه لصحة طفلك؛فالكريات البيضاء التي هي خلايا حية تساهم في مكافحة العدوى غير موجودة سوى في حليب الأم.ناهيك عن الأجسام المضادة والخلايا الحية والإنزيمات والهرمونات التي تجعل حليب الأم مثاليًا ولا يمكن إضافتها إلى الحليب الصناعي.
ورغم أن بعض السيدات لا تتمكنّ أبدًا من إرضاع أطفالهن طبيعيًا، إلا أن الكثيرات ممنتعتقدن أنهن لا تستطعن ذلك، قادرات فعلاًعلىإرضاع أطفالهن طبيعيًا.ويمكن للمختصين بالرضاعة تقديم الدعم للنساء اللاتي ترغبن بمعرفة كيفية القيام بالرضاعة الطبيعية.أما النساء اللاتي لا تستطعن إرضاع أطفالهن طبيعيًا، فقد تكون بنوك الحليب أو الجهات المتبرعة بالحليب هي البديل.