“لم أعد طفلاً صغيراً” عبارة تسمعينها أكثر فأكثر من إبن الخامسة وتجعلك حائرة إزاء توقه المبكِر الى الإستقلالية.
هل تدفعينه نحو المزيد منها كما تفعل العديد من الأمهات التوّاقات الى أن يكبُر أطفالهن بسرعة؟ وأيّ محاذير لذلك؟
في التوق الى الإستقلالية عند الأطفال يجب ألاّ تلتبس عليك الامور أيتها الأم: الطفل في الرابعة أوالخامسة أوحتى السادسة من العمر يجب أن يعيش طفولته كاملة من دون إستعجال.
- لا بأس أن تعامليه ككيان مستقل، وعليه تترتَب مسؤوليات كمثل الإهتمام بتوضيب أغراضه وإرتداء ملابسه والإغتسال اليومي، لكن بلا مبالغات.
- طقوس حياته اليومية يجب أن تتم بإشرافك أنت أو والده فلا تبالغان في الطلبات التي لا يستطيع تنفيذها ولا تجعليه يختبر ما ليس مناسباً لسنِه. مثلاً: أرفضي أن يتابع نشرات الأخبار الى جانبكما، ففيها ما يعجز الراشدون عن إحتماله في معظم الأحيان!
- توقفي عن ترداد عبارة “لقد أصبحت شاباً” أو”أصبحت صبية“. فالطفل في السادسة أو الخامسة يجب أن يعيش طفولته على أنه كذلك. فلا تتصرفي وكأنّ له أجنحة تحمله الى سن الرشد بلمحة بصر.
- لا تخوضي في المواضيع الحسّاسة على مسمعه، وخصوصاً تلك التي قد تولد فيه القلق كالمصاعب المالية وطبعا الشجارات الزوجية. فالأفضل أن يحصل ذلك في جلسة مغلقة.
- تنبّهي الى الأجوبة التي تعطينها على أسئلته الكثيرة فلا تستفيضي في الشروحات ولا تكوني مبهمة في آن كي لا تثيري في داخله المزيد من الأسئلة. مثلاً على سؤال لماذا مات والد طلال؟ يمكنك أن تجيبي بأنه “كان مريضا جداً وهذا الأمر قد يحصل عندما يمرض الكبار في السنّ”.
- تذكري دائماً أن الكذب في الأمور الحساسة غير مستحب، وخصوصاً حين التحدث عن الطلاق أو الشجار العائلي أو فقدان الوظيفة، لأنه سيعقد الأمورعند صغيرك. الصدق والتبسيط مفيدان دائما كمثل القول: “أنا ووالدك نعيش فترة صعبة”.