الفطام عن الرضاعة الطبيعية، تتحمس له الأمهات العاملات بقوة لما يوفره لهن من وقت للعمل والإهتمام بالشؤون المنزلية، ولاعتباره منطلقاً لدخول أطفالهن في محطة جديدة من التطور والنمو. فكيف إذا ترافق مع بدء الطفل مرحلة تناول الطعام بمفرده؟
راقبي أيتها الأم بعض العلامات التي تؤشر إلى أن الصغير بات قادراً إلى حدٍ ما على أن يأكل بمفرده: بداية تلاحظين انه يُظهر إهتماماً بأصناف المائدة عندما يجلس مع العائلة لتناول الطعام. يجلس بمفرده من دون أن تمسكي به. يمد يديه في إتجاه المائدة. يعرف كيف يحرك يديه في اتجاه فمه. يحمل الطعام بإصابعه وليس براحة يده. يُبدي إستعداداً لمضغ الطعام حتى وإن كان له بضعة أسنان فقط.
إعرفي أيتها الأم أن عمر الطفل ليس مقياسا يمكن الركون إليه للتأكد من أنه أصبح جاهزاً لأن يتناول بعض الأطعمة بنفسه، فلكل طفل إيقاعه الخاص الذي يُعبر عن تطوره النفسي والجسدي. فبعض الأطفال يصبحون مؤهلين لهذا التطور بدءً من عمر الستة اشهر، فيما آخرون يتأخرون حتى عمر الثمانية أشهر وربما أكثر.
هناك الكثير من الأطعمة الآمنة التي يستطيع طفلك أن يتناولها بأصابعه-طبعاً عندما تلاحظين انه أصبح مستعدا لذلك- وهي مغذية وتوفر عليك تحضير “بوريه” الخضار الفاكهة (أي مطحون الخضار أو الفاكهة المسلوقة) كل يوم. وأهم تلك الأطعمة: قطع الفاكهة على أنواعها شرط أن تكون بلا نواة، الجبنة والجزر المسلوق وقطع الباستا المسلوقة جيداً والمتبلة بالزبدة أو ببعض المرق.
والمقصود هنا المهارات اليدوية للطفل وتنسيق حركات يديه من الصحن وإلى الفم.
كما تجعله هذه العادة مستقلاً إلى حدٍ ما عندما يشعر بالجوع فيتناول ما وضعتِ له في الصحن وهو جالس في كرسي الطعام الخاص به، من دون الحاجة لأن يكون في حضنك طول الوقت. والأهم أيضاً أنه سيستمتع بالشعور بأنه يختبر متعة جديدة ألا وهي متعة الأكل بمفرده.
عندما يبدأ بتناول بعض الأطعمة بيديه ستعرفين أيتها الأم ما الذي يحب أكثر من الفاكهة والخضار، ما يسهل عليك مسألة إختيار المأكولات التي تقدمينها له.
وأخيرأ ننصحك بأن تواظبي على جعله يشارككم الطعام على المائدة العائلية، ما يُقدم له التدريب الكافي على تناول الطعام لأنه سيسعى لتقليد أفراد العائلة كلما إستطاع.