X

لماذا لا يستمتع بعضنا بتجربة المشاهدة ثلاثية الأبعاد؟

قد تعتقد أن الأفلام ثلاثية الأبعاد هي ظاهرة حديثة نسبياً، إلا أن أول فيلم تم إنتاجه بهذه التقنية يرجع في الحقيقة إلى عام 1922! إلا أن الترفيه ثلاثي الأبعاد بات الآن يسود صناعة السينما وشاشات التلفزيون (وحتى أجهزة الكمبيوتر المحمول) ليحدث نقلة نوعية في تجربة المشاهدة والترفيه التي تتصدرها أبرز أفلام السينما مثل فيلم Avatar.

إلا أن تجربة المشاهدة ثلاثية الأبعاد ليست ممتعة بالنسبة للجميع. فبحسب الكلية الملكية لطب العيون، لا يتمكن حوالي 2-3% من الناس عموماً مشاهدة الصور بثلاثة أبعاد بسبب الإصابة المبكرة بالحول، أو نتيجة مشكلة صحية في العين تتطور في وقت لاحق من حياة الفرد.

يتمثل المبدأ الذي يقوم عليه التصوير ثلاثي الأبعاد في أننا نملك بصراً ثنائياً، حيث تفصل مسافة 2-3 إنش بين عينيّ الإنسان. وبسبب هذه المسافة الفاصلة فإن كل عين ترى المشهد أمامها من منظور مختلف قليلاً عن العين الأخرى؛ وعندما تجتمع الصورتان من العينين معاً فإننا نتمكن من إدراك العمق والمسافة، كما نتمكن من رؤية العالم من حولنا ومحتوى وسائل الإعلام بشكل ثلاثي الأبعاد. كما أننا نستطيع، في حال وجود عدّة أجسام في حقل إبصارنا، أن نُمَيّز مدى بعدهم. إذا نظرت إلى العالم من حولك بعين واحدة، فإنك ستتمكن من إدراك المسافة أيضاً إلا أن دقة إدراكك ستقل وستضطر للإعتماد على العلامات البصرية الأخرى.

يجمع الدماغ الصورتين القادمتين من العينين في صورة مركبة واحدة. ويمكن اختبار هذه الفكرة بسهولة عن طريق النظر إلى الجسم نفسه مع تغطية عين واحدة في كل مرة، حيث سترى أن الصورة تتحرك قليلاً في كل مرة.

وفي السينما، يتم تزويدنا بنظارة ثلاثية الأبعاد لكي يتم إرسال صور مختلفة إلى الدماغ. فالشاشة في الواقع تعرض صورتين، بينما تقوم النظارات بإرسال كل صورة إلى عين مختلفة. الكثير من مرافق العروض ثلاثية الأبعاد تُفضّل استخدام العدسات المستقطبة لأنها تتيح رؤية الألوان. ويقوم جهازا عرض متزامنان بإسقاط عرضين لكل منهما درجة استقطاب مختلفة على الشاشة. وتتيح النظارات دخول صورة واحدة إلى كل عين نظراً لدرجة الاستقطاب المختلفة لعدستي النظارة.

ولكي تتمكن من رؤية العرض بثلاثة أبعاد فإن عليك أن تتمتع بقدرة إبصار جيدة في كلا العينين، كما يجب ان تعمل العينان معاً بصورة متزامنة. إلا ان الأشخاص الذين يعانون من عدم توازي في البصر أو من مشاكل شديدة في الإبصار، يجدون صعوبة في مشاهدة العروض ثلاثية الأبعاد – وفي بعض الأحيان يستحيل عليهم ذلك. ومن مشاكل الإبصار الشديدة التي تمنع مشاهدة العروض ثلاثية الأبعاد العين الكسولة والحول وقصور التقارب (أو عدم القدرة على إبقاء التنسيق السليم لحركة العينين عند إبصار الأجسام القريبة) والرؤية المزدوجة.

أما بالنسبة للمحظوظين بقدرتهم على الاستمتاع بمعجزة التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد، فما زالت هناك مخاوف بشأن ما قد تتسبب به مشاهدة برامج الترفيه ثلاثية الأبعاد من تأثيرات جانبية، منها الصداع والدوار والغثيان وإرهاق العينين. تمثل التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد مفهوماً مذهلاً أضفى على تجربة المشاهدة العمق والمتعة. ولا تتسبب مشاهدة المحتوى ثلاثي الأبعاد بتلف البصر، إلا أننا نوصي بمراجعة طبيب العيون المختص في حال ملاحظة أية أعراض أو تأثيرات جانبية مستمرة.


www.moorfields.ae