“سأشكوك لأبيك عندما يعود”. كم مرة تقولها زوجتك في اليوم الواحد؟ لقد توقفت هي عن العدّ من فترة طويلة وتحديدا منذ تحول صغيركما الى طفل عدائي شرس وغير مطيع كلّما غادرتَ أنتَ المنزل .
يرفس؟ يقول كلمات نابية؟ يرمي أغراض المنزل في وجه أمه؟ ولا يأبه لأي تأنيب أو وعيد؟ وتتساءل لماذا يكون ملاكاً بحضورك و يصبح عدائياً في غيابك؟
- السؤال الأساسي هنا هو: هل تُحسنان أنت وزوجتك توزيع الأدوار التربوية في ما بينكما ؟ لان الجواب عنه كفيل بتشخيص أسباب السلوك العدائي عند الطفل، والإنطلاق منها الى مواجهة الحالة.
- إسأل نفسك ايها الأب :هل أنت دائم التساهل معه في كل ما يفعل؟ لا تتوقف عن تدليله حتى وإن أخطأ، بحيث تظهر والدته في غيابك وكأنها القصاص و”السلطة الشريرة”؟
- هل تعمل على موازنة الدلع والحنان مع الصرامة والحزم، كي تفرض عليه أن يرسم لسلوكه النافر حدوداً ؟ فيتوقف عن تمردِه أمام أمه ؟
- إعلم أيها الأب أن زيادة التسامح مع الأبناء وغياب الأسلوب الرادع من السلطة الأبوية بالذات قد يزيدان الوضع تعقيداً.
- تجنب في الوقت نفسه القصاص القاسي والتهديد بحرمانه من إحدى هواياته إلا إذا كان ذلك الحلّ الوحيد المتبقي. يمكنك أن تقول له مثلا: اليوم لن نلعب الفوتبول لأنك لم تكن ولداً صالحاً في غيابي.
- وأخيرا إسألي نفسك أيتها ا الأم: هل تمضين الوقت الكافي معه، لعبا ومرحاً وتسلية؟ أم أن معظم أوقاتكما المشتركة تنحصر في تناول الطعام ومتابعة دروسه وتعليمات النظافة والإنضباط؟
- الوالدان هما معا قائدا الأوركسترا الأُسرية في حالات كهذه، وأي نوتة خاطئة منهما ستصدر لحناً نشازاً…من “ملاكهما” الصغير.