قد تكون السنوات الأولى لنمو الطفل الدارج محبطة لكل من الوالدين والطفل ذاته على حد سواء، لا سيما عند قدوم الطفل الأول للعائلة، وذلك لأن هذه التجربة جديدة لجميع المعنيين سواء الوالدين وغيرهم، ولما تسببه من مصاعب وللحاجة لتعلم الكثير من قبل الطرفين.
قد يشهد الأطفال الدراجون أسرع وتيرة للتعلم، وأكبر محفز على الإطلاق مقارنة بمراحل حياتهم التالية جميعها، وقد يكون ذلك مصدر إحباط كبير. ستصبح تصرفات الطفل الدارج، الحريص على التعلم والتواصل والاستقلالية، غريبة بعض الشئ خاصّة عندما لا تنسجم المهام الجديدة والأنشطة والألعاب مع رغباته بما فيه الكفاية، ما يؤدي إلى حدوث نوبات الغضب. في الواقع، لا يعرف الآباء في معظم الأحيان الطريقة المُثلى للتعامل مع هذه الحالات، وقد تؤدي الأساليب الخاطئة التي يتبعونها لتأديب الأطفال الدارجين وتعليمهم إلى ظهور مشاكل سلوكية في المستقبل. وإذا لاحظ الوالدان علامات مبكرة للسلوكيات الإيجابية أو السلبية لدى أطفالهم الدارجين، فإن ذلك هو الوقت المناسب للتدخل بغية تشكيل تصرفاتهم من خلال تشجع مثل تلك السلوكيات أو العمل تدريجياً على تثبيطها.
يُنصح كذلك بقيام الوالدين بتعويد أطفالهم على بعض السلوكيات والالتزام بها. ومن خلال وضع جدول زمني يومي منتظم للطفل الدارج، فإنك تدربين الطفل لمواجهة الحياة المستقبلية المليئة بالضوابط والأنظمة. وإذا كانت أوقات القيلولة والأكل واللعب وأوقات الخلود إلى النوم متشابهة كل يوم، فسيبدأ الطفل الدارج بتوقعها من تلقاء نفسه، والتخلي عن بعض الفوضى والتسبب بالإحباط التي اعتاد عليها كل يوم. وإذا اعتاد طفلك على توقع كل حدث من هذه الأحداث، فسيكون من السهل عليك صرف انتباه طفلك عن بعض الأنشطة الأخرى وتوجيهه نحو أنشطة تخططين لها، والذي من شأنه أن يؤدي إلى تقليل احتمالية حدوث نوبات غضب عند الطفل الدارج.
في الحقيقة، تعد السنوات التي يمر بها الطفل الدّارج حاسمة في تشكيل شخصيته وتصرفاته لبقية مراحل حياته. ولذا، يجب عليك مراعاة حقيقة أن كل نشاط قد يمثل تحدياً أمام الطفل الدارج. إلى جانب ذلك، تعد نوبات الغضب أمرًا طبيعيًا لدى الأطفال الدارجين، لكن من شأن مساعدتك لطفلك خلال هذه الأوقات الحرجة أن يُظهر دعمك وثقتك فيه. ومن خلال الاجتهاد والحب وتطبيق العديد من الأمور الحكيمة الاخرى، فإنك ستؤدين دورًا حاسمًا في تطوير سلوكيات إيجابية لدى طفلك الدارج.