نصائح لتختاري العقاب المفيد لطفلك
العقاب المفيد لطفلك يعني أنّه يمكنك أن تحاسبيه على خطأ يرتكبه بطريقة تعود عليه الفائدة. ففي هذه الحالة لا يهدف العقاب إلى جعله يشعر بالذنب، بل إلى تعليمه كيف يصحح أخطاءه ويتجنبها ويتصرف بطريقة سليمة في الأيام المقبلة.
ما الذي يعنيه العقاب المفيد لطفلك؟
هكذا يتعلم طفلك من العقاب
لتكون العقوبة التي تفرضينها على طفلك عندما يخطئ مفيدة، يجب أن تسمح له بتعلّم التمييز بين الخطأ والصواب. فبعد أن يخرق قاعدة ما لا تكتفي بالنهي بل اشرحي له سبب عدم سماحك له بخرق تلك القاعدة. وهكذا يمكنه أن يتعلّم بعض المبادئ والمفاهيم وأن يكتشف الحدود التي لا يمكنها تجاوزها.
كذلك احرصي على أن يكون عقابك له وسيلة لإصلاح تصرفاته. فإذا كسر لعبته مثلاً، أعلميه أن هذا خطأ وأن عليه أن يصلحه من خلال جمع قطع اللعبة بنفسه ورميها في سلة المهملات.
وبدلاً من تجعليه يشعر بالذنب والحزن، دعيه يرى أنه قادر على تحمّل المسؤولية. فإذا أشاع الفوضى في غرفته مثلاً، إقترحي عليه أن يساعدك على إعادة ترتيبها.
متى تبدئين بمعاقبة طفلك؟
عندما يتخطى طفلك سنّ الثانية يصبح بإمكانك أن تعاقبيه. فقبل ذلك هو لا يعي تماماً ما يفعله. لذا لا يمكن العقاب أن يكون مفيداً بالنسبة إليه.
أما عندما يبلغ مرحلة الرفض، أيّ بعد سنّ الثالثة، فيمكنك أن تبدئي بوضع الحدود له. لكن في هاتين المرحلتين يكفي غالباً أن تقولي له “لا” أي أن تمنعيه من اقتراف الخطأ.
لكن بعد سنّ الثالثة يجب أن يتحوّل العقاب إلى وسيلة للتعلم وطريقة لمساعدته على تكوين شخصيته.
هل تعاقبينه بعد الخطأ مباشرة؟
عندما يخطئ طفلك لا شكّ في أنّ هذا يُشعرك بالغضب. لكن انتبهي ولا تبدئي بعقابه فوراً لأنّ انفعالك قد يجعلك تفعلين هذا بطريقة خاطئة. إذاً تنفّسي لبعض الوقت وفكّري قبل أن تقومي بأي خطوة. وفي المقابل، لا تتأخري كثيراً في تطبيق العقوبة لأنّ الصغير قد ينسى بسرعة الخطأ الذي ارتكبه.
أما إذا فعل طفلك أمراً خاطئاً أثناء وجودكما خارج المنزل، فأخبريه أنّك ستعاقبينه فور عودتكما. واشرحي له أيضاً كيف ستفعلين ذلك. قولي له مثلاً: “عندما نعود إلى المنزل ستبقى في غرفتك وترتب ألعابك بمفردك”.
ماذا تفعلين إذا رفض تطبيق العقوبة؟
قد تطلبين إلى طفلك أن يذهب إلى غرفته ليعيد ترتيبها كعقاب له. وقد تكون إجابته هي الرفض. لكن من الخطأ أن تشرحي له معنى الخطأ الذي ارتكبه وسبب عقابك له فيما هو يشعر بالغضب. ففي هذه الحالة لن يتمكن من الاستماع إليك.
إذاً من الأفضل أن تنتظري حتى يهدأ. ولذلك اجعليه يبتعد عن مسببات غضبه أي كل ما يتصل بخطأه وبالعقاب المفترض له.
فإذا رفض مثلاً الذهاب إلى غرفته أو الجلوس على الكرسي في الزاوية مثلاً، ابتعدي عنه قليلاً وامنحيه بعض الوقت. وبعد ذلك اشرحي له الخطأ الذي ارتكبه وأعلميه أن عليه في المقابل تنفيذ العقاب.
أما إذا استمر شعوره بالغضب، فلا مشكلة في أن تحمليه بين ذراعيك لتهدئته. وما أن يهدأ قولي له إنه أخطأ وإنّك ستعاقبينه.
العقاب… هل يريح طفلك؟
نعم يمكن العقاب أن يُشعر طفلك بالارتياح. والسبب أن ارتكابه الخطأ يجعله يعاني من الشعور بالذنب. وهكذا يمكن العقوبة أن تحرره من هذا الشعور. وفي المقابل فإن التساهل الدائم يسبب تراكم الشعور نفسه لديه ويؤثر سلباً على توازن شخصيته فيما بعد.