لماذا يتحدث الأطفال مع أنفسهم؟
لا يقتصر الأمر على الأطفال في التحدث مع أنفسهم فكلنا نفعل ذلك؛ تخيلي فقط يومًا مزدحمًا تقومين فيه بالطهي أو التسوق بنفسك. وربما ذكّرتِ نفسكِ بأن عليكِ ألا تنسي هذا أو ذاك أو أن قريبتك لا تحب تناول الزيتون، لذلك من الأفضل أن تجربي وصفة مختلفة.
الفرق هو أن مع تقدمنا في العمر، نميل إلى ذكر هذه الأشياء لأنفسنا، داخل عقولنا، والتي نطلق عليها اسم “الأفكار”.
يتعلم الأطفال الأشياء المادية والمجردة. وبعبارة أخرى، نتعلم من خلال العمل واللمس والشعور واللعب. كما تعد عملية التعلم هذه صحيحة بالنسبة للغة، لذلك عند سماع طفلك يتلفظ بأشياء بصوت عال فهو يتمرّن فقط. ويعد التحدث بصوت عالٍ طريقة طبيعية يكتشف بها البشر كلمات وأصوات جديدة وتجربة ذات معنى ويتخيلون أنفسهم ملتزمون بأدوار وعلاقات.
يتحدث البالغون مع أنفسهم أكثر عندما يتخيلون تجربة جديدة أو مُقلقة. وأتساءل إن كنتِ قد سمعتِ نفسك يومًا تتحدثين مع نفسكِ بصوت عالٍ، مستخدمةَ عبارات كهذه؟
“أنا أتمتع بروح العمل الجماعي، أنا أحب تولي المسؤولية وأستطيع العمل بناءً على مبادرة مني”؛ هذا هو نمط “التحدث” مع أنفسنا الذي نقوم به قبل إجراء مقابلة عمل مثلًا. ومن الطبيعي أن نتمرّن على الكلمات التي سنقوم باستخدامها لنرى كيف يبدو وقعها قبل استخدامها، وهذا غالبًا ما يقوم به طفلك عند التحدث مع نفسه.
لذا، كم مرة ينبغي لطفلك التحدث مع نفسه؟
إن الإجابة على هذا السؤال بسيطة للغاية.
بقدر ما يرغب وبالعدد الممكن من المرات.
يقول علماء النفس أن الأطفال الذين يتحدثون مع أنفسهم غالبًا ما يتمتعون بذكاء أكبر.
لذا لا تقلقي فطفلكِ عبقري!