لا داعي لأن تضعي جُلّ اهتمامكِ بوزن طفلكِ في سنته الأولى أو أكثر قليلًا، لكن ثمة بعض العوامل التي من شأنها أن تؤثر على الطفل من حيث إصابته بالسُمنة أم لا في حياته المستقبلية، وعلينا معرفة هذه العوامل.
يُعتبر قلق واهتمام الآباء بشأن السُمنة عند أطفالهم جزءًا من الحياة اليومية الحديثة وله تبريراته. وترتفع نسبة السُمنة عند الأطفال حيث أنّ الأطفال الذين يعانون من السُمنة، حتى بعُمر السنتين (وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها)، هم أكثر عُرضة ليصبحوا شبابًا سمينين في وقت لاحق، فهذا دليل على أنّ للتحكّم بالوزن وعادات الأكل منذ الصغر أهميّة كبرى. ولا يرغب أيّ من الآباء أن تزداد لدى طفلهم فرصة الإصابة بمرض السكّري أو أمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من العواقب الجسدية والاجتماعية والعاطفية للبدانة. ومؤخّرًا، وبعكس ما هو سائد الآن، كان الناس يرغبون أن يكون أطفالهم ممتلئين وكانوا يعتبرونها علامة على التغذية الجيدة، أمّا اليوم فنجد الآباء يتساءلون عن الوزن الأمثل للطفل!
من أجل الاطمئنان، في معظم الحالات لا ينبغي القلق بشأن وزن الطفل في سنته الأولى. ومن الطبيعي أن يكون الرُضّع ممتلئين؛ فعليهم أن يختزنوا الدهون في السنة الأولى من عمرهم حتى يستخدموها لاحقًا في السنة الثانية وفي سنوات طفولتهم المُفعمة بالنشاط. ويتم توزين الأطفال حديثي الولادة بشكل روتيني في الأشهر القليلة الأولى من حياتهم وخصوصًا في الأسابيع القليلة الأولى للتأكّد من تغذيتهم ونموّهم بشكل صحيح. وبعد ذلك، ليس هناك ضرورة للاستمرار بتوزين طفلكِ طيلة الوقت. إذ ينمو الأطفال ويمرّون بنوبات وطفرات وفترات تغيير طفيف أو حتى فقدان للوزن أحيانًا.
في حال كانت الأم أو كلا الأبوين بدينين بشكل كبير، تكون الفرصة أكبر لإصابة الطفل بالبدانة عندما يكبر. وهذا يُعتبر أمر طبيعي (وراثة) ومُتعلق بالتغذية (العادات ونمط الحياة).
ليس بالضرورة أن ينمو الطفل الذي يولد بوزن أعلى من المعدّل الطبيعي ليصبح طفلًا سمينًا، كما أنّ الطفل الذي يولد بوزن منخفض ليس بالضرورة أن يبقى دون المعدّل الطبيعي. لكن من المثير للاهتمام، أنّ للولادة بوزن مرتفع والولادة بوزن منخفض تأثير ما على الوزن الصحي لهما في المستقبل. وأفضل فرصة لإنجاب طفل بوزن صحّي هي عندما تكتسب الأم كمية معقولة من الوزن أثناء فترة الحمل. وهذا يعتمد على وزن الأم عندما تصبح حاملًا وينبغي عليها استشارة مُقدّم الرعاية الصحية بهذا الشأن.
تُعتبر الرضاعة الطبيعية أفضل حماية للطفل من الأمراض. ويميل الأطفال الذين يرضعون طبيعيًا إلى تنظيم كمية الحليب اللازمة لهم. ومن الأسهل إرضاع الطفل حتى الشبع عندما يرضع من الزجاجة. ومن الأخطاء الشائعة عند الأمهات، إرضاع الطفل من الزجاجة في الأسابيع القليلة الأولى من عمره عندما تلاحظ انخفاضًا بوزنه وإن كان قليلًا، لكن هذا أمر طبيعي. ولوجوب الاستعانة بنصيحة الخبير المختص، ليس من الضروري أن تكون إجابته الصحيحة هي أن تنتقلي لاستخدام حليب البودرة لإرضاع طفلكِ.
على الآباء تعلّم تحديد حالات بكاء طفلهم، إذ ليست جميعها بسبب الجوع. وبما أن إرضاع الطفل من الصدر أو من الزجاجة يُريحه، فمن الخطأ اعتبار الجوع سببًا لبكاء الطفل في الأغلب، وعليه، يمكن أن تصبح الرضاعة شكلاً من أشكال الراحة أكثر من التغذية والتي من شأنها تعزيز العادات الحياتية للطعام والتي تبعث بدورها على الشعور بالراحة.