في شهر أكتوبر من عام 2011، كان منير، الذي كان يبلغ من العمر 14 عامًا حينها، يستعد للاحتفال بعيد ميلاده خلال الحفل الموسيقي التي أحياه عازف البيانو راؤول دي بلاسيو في العاصمة اللبنانية بيروت.
ولكن تدهورت صحة منير قبل الحفل بعدة أيام، ما اضطر والديه لاصطحابه إلى المستشفى، ليتبين حينها أن مناعته ضعيفة. أُدخِل منير مركز سرطان الأطفال في لبنان، ليتضح أنه مصاب بمرض سرطان الدم، الأمر الذي تسبب في عدم حضوره الحفل الذي انتظره طويلاً.
ومع ذلك، ففي نفس اليوم الذي كان من المفترض أن يخضع فيه منير لعملية جراحية لإدخال شريان اصطناعي في مركز سرطان الأطفال في لبنان، غمرته السعادة حين عرف، أنه وبعد طول انتظار، سيتحقق حلمه برؤية العازف راؤول دي بلاسيو، ولكن هذه المرة لن يراه فقط وهو يعزف بآلته الموسيقية، بل وجهاً لوجه، خلال زيارة راؤول دي بلاسيو لمركز سرطان الأطفال في لبنان. واستمتع منير خلال زيارة راؤول بالموسيقى وقضى أجمل الأوقات برفقة عازف البيانو المفضل لديه قبل أن يتوجه لغرفة العمليات.
وخلال السنوات التي أمضاها في تلقي العلاج، قضى منير جل وقته في غرفة الموسيقى بصحبة وائل، وهو مدرب الموسيقى الخاص بالمركز وأحد الناجين الذين تعالجوا في مركز سرطان الأطفال في لبنان. كان وائل يتمتع بموهبة موسيقية كبيرة قادته لأن يطور شغفًا تجاه عالم الموسيقى، لدرجة أنه ألف مقطوعات موسيقية خاصة به. ولطالما كان حلمه أن يسجل واحدة من أغانيه مع موسيقي معروف.
وبعد مرور ثلاثة سنوات ونصف قضاها منير تحت العلاج في المركز بدعم من الجميع، لم تتحسن صحته ويكتسب صحة أفضل من أي وقت مضى فحسب، بل نجح أيضًا في مدرسته الثانوية. تخرج من مركز سرطان الأطفال في لبنان بعد تمكنه من اجتياز الامتحانات الرسمية اللبنانية وهي البريفيه والبكالوريا، في المركز بمساعدة المدرسين المتطوعين لتعليم المرضى.
واحتفى المركز بتعافي منير، وتولى عملية التنسيق ليتمكن منير من تسجيل إحدى مؤلفاته مع الموسيقي اللبناني المشهور والمحبوب ميشال فاضل. واستكمالاً لحلمه، عزف منير أغنيته التي أسماها “طريق الأمل” وذلك خلال حفل عشاء لمركز سرطان الأطفال في دبي يوم الخميس 22 أكتوبر 2015 وخلال حفل عشاء عقد في بيروت يوم الخميس 3 ديسمبر 2015، وذلك بعد مشاركة قصته مع الحاضرين الذين سعدوا برؤية منير والتمتع بأدائه.