يمكن أن يكون تدليك طفلك مريحًا له ولكِ أيضاً، وقد يتعرض الأطفال للضغوطات في المواقف الجديدة كما يمكن أن ينتقل إليهم الإجهاد والتوتر الذي يتعرض له والديهم. لذا تدليك الطفل له فوائد رائعة لكل من الطفل والأم على المستويين الجسدي والعاطفي، فهو يعزز الفوائد البدنية التي تحسن دور الدورة الدموية ونمو العضلات وقوتها، فضلاً عن استرخاء كل من الأم والطفل وتقوية مشاعر الترابط العاطفي القوية.
أثبتت الدراسات وجود علاقة بين تدليك الطفل وتحسين حالة اكتئاب ما بعد الولادة. فقد يؤدي تقربكِ من طفلك لوقت طويل والتواصل البصري وقضاء وقت هادئ معاً إلى تقوية الترابط بينكما. ولا تقتصر مهمة تدليك الطفل على الأم لوحدها بل يعتبر تعلم هذه الطريقة أمراً مفيداً للأب أيضاً والتي تعد طريقة رائعة للتواصل مع طفلك.
وقد عرفت العديد من الثقافات تدليك الأطفال منذ مئات إن لم يكن آلاف السنين. وتوجد الكثير من الأماكن التي يمكنكِ زيارتها لتعلم كيفية تدليك طفلك ومنها دورات أو جلسات تديرها عيادات ومراكز أطفال والتي يمكنك من خلالها الذهاب لتعلم حركات تدليك لطيفة وبسيطة يمكنك تطبيقها في المنزل.
لإتمام عملية التدليك ستحتاجين عادةً إلى منشفة ناعمة يسهل استخدامها لوضع طفلك عليها وحفاضة إضافية لاستخدامها بعد الانتهاء، ثم القيام كالعادة بإطعامه (يشعر الأطفال في أغلب الأحيان بالجوع والتعب بعد عملية التدليك). وسيقوم المركز الذي التحقتِ به بتقديم المشورة حول أي متطلبات أخرى. وتأكدي من أن المركز الذي تتبعين له يوظف شخصًا مؤهلاً وخاصة في عملية تدليك الأطفال ولا تترددي بالاستفسار عن أي سؤال تحتاجينه وذلك لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة.
يمكن أن تكون عملية التدليك مفيدة أكثر للأطفال الخدج لكن عادة ما يخشى الآباء من لمس أطفالهم داخل وحدة العناية في تلك الفترة لأن أجسامهم تبدو هشّة بالإضافة إلى خوفهم من إلحاق الضرر بأحد المعدات المشبوكة على أطفالهم. لكن يجب معرفة حاجة الأطفال الخدج إلى لمسات رقيقة كلها محبة خاصة أنهم دائماً ما يشعرون بلمسات أقل حناناً بسبب الإجراءات الطبية الأساسية. على الرغم من عدم مواءمة التدليك لجميع الأطفال في رعاية الأطفال حديثي الولادة إلا أنه يمكن تعلم طرق المتخصصين في لمس الأطفال بناء على التدليك والتي تعد تجربة رائعة لكل من الوالدين والطفل في هذه الحالة.
من المهم تعلم التقنيات البسيطة لتدليك الأطفال من محترف في هذا المجال والذي يمكنه أن يوضح أهم ما يجب الاستفادة منه والقيام به من هذه التجربة الرائعة بكل أمان لكل من الأم والطفل أو من يقدم الرعاية له بالطفل.