أثبتت الدراسات في السنوات الأخيرة وبشكل لا يدع مجالاً للشك أن زيادة الوزن أو نقصانه عن المستوى الطبيعي يمكن أن تقلّل من مستوى الخصوبة لدى النساء ويحد من فرص الحمل لديهن.
السمنة أحد الأسباب الرئيسة للعقم
نشرت مجلة “هيومان ريبرودكشن” الطبية نتائج هامة توصلت إليها دراسة أجراها المركز الطبي الأكاديمي في أمستردام، والتي ربطت بين السمنة ومشاكل الخصوبة، إذ أظهرت الدراسة أن السمنة تشكل عامل خطر إضافي للإصابة بالعقم لدى النساء اللاتي يتمتعن بدورات شهرية منتظمة.
ولم تكشف الدراسات عن تأثير السمنة الواضح على خصوبة النساء اللاتي يتمتعن بإنتاج منتظم للبويضات، لكن من الواضح أن للسمنة تأثيرات سلبية على مستوى خصوبة النساء، لا سيما عدد البويضات وصحتها. وقد لاحظ الأطباء والمختصون ارتباط السمنة أيضاً بتكيس المبايض، ما يقلل من مستوى الخصوبة.
المشاكل خلال الحمل والولادة:
تزيد السمنة أيضاً من خطر إصابة النساء بأمراض السكري وارتفاع ضغط الدم، ويمكن أن تؤدي كذلك إلى حدوث تسمم الحمل، لا سيماً في الأشهر الأخيرة من الحمل أو عند الولادة، إلى جانب ضعف وظائف الكلى والكبد، وتخثر الدم، وارتفاع نسبة الإجهاض والتشوهات الخلقية، خاصة تشوهات القلب والعمود الفقري. يمكن أن يكون تسمم الحمل قاتلاً للأم والطفل، وينبغي مراقبة المرأة التي تعاني من السمنة وبعض المشاكل الصحية المرتبطة بها عن كثب حتى اللحظات الأخيرة من الحمل، وبتركيز أكبر أثناء المخاض والولادة.
وفي دراسة موسعة نُشرت في مجلة “طب الأطفال والمراهقين”، اكتشف العلماء أن العديد من العيوب الخلقية الأكثر شيوعاً لدى الأطفال كانت لأولئك الذين ولدوا لأمهات تعاني من السمنة. وتمثلت هذه العيوب بعدم إلتئام العمود الفقري وتشوهات عضلة القلب وتشوهات في الأعضاء التناسلية والأمعاء، بالإضافة إلى قصر أصابع القدمين واليدين أو عدم نموها، وقصر الذراعين أو الساقين أو عدم اكتمالها.
يمكن أن تزيد السمنة من صعوبة إنجاب الطفل وتزيد اللجوء إلى العمليات القيصرية، وتزيد من صعوبة أو استحالة استخدام إبرة الظهر التي تُعطى للمرأة الحامل للتخلص من آلام الولادة.
ولتجنب ذلك، ننصحك باتباع النصائح التالية:
- سارعي بحساب مؤشر كتلة الجسم لديك لتتأكدي ما إذا كنت بحاجة لإنقاص وزنك لتكوني ضمن إطار الوزن الصحي الموصى به.
- يمكن أن تساعدك هذه الأداة على حساب مؤشر كتلة الجسم (رابط حساب مؤشر كتلة الجسم).
- من المهم لكِ أن تحاولي جاهدة الوصول إلى الوزن المثالي قبل التفكير بالإنجاب، إذ أنه كلما كان وزنك مثالياً، زادت فرصك في الحصول على حمل صحي ومستقر.
- ننصحك باتباع برنامج غذائي صحي تشعرين بأنك قادرة على الالتزام به والاستمتاع بتطبيقه، لا سيما أن هنالك العديد من البرامج الغذائية التي يمكنك اختيار الأنسب من بينها. وعليك باستشارة طبيبك أو التحدث إلى أحد أخصائيي التغذية، إن كنت بحاجة للمساعدة أو الإرشاد. وتأكدي من إخبارهم بأنك تخططين للحمل ليتمكنوا من تقديم المشورة بشأن تناول أي مكملات غذائية قد تحتاجينها.
- ورغم أهمية فقدان الوزن بالنسبة للمرأة التي تخطط للإنجاب، لا ينصح المختصون باتباع حمية قاسية تمكنك من فقدان الكثير من الوزن في غضون فترة قصيرة، لأنها قد تعيق وظائف الهرمونات في الجسم، ولما تسببه من نقص في مستوى المعادن الحيوية والفيتامينات. ويُشار إلى أن أي حمية لا تحتوي على المجموعات الغذائية الأساسية ستؤدي إلى هبوط نسبة المعادن الهامة والفيتامينات التي ستحتاجين إليها أثناء الحمل.
- لا يتوقف الامر بالنسبة إليك على الحمية، بل عليك أيضاً ممارسة التمارين الرياضية لما لها من فوائد كبيرة للوصول إلى مؤشر كتلة الجسم المثالي والصحي. تساعد التمارين الرياضية على الحد من الإجهاد وتعزز الصحة النفسية، فضلاً عن تمكينك من التحكم في طريقة تناولك للطعام. بإمكانك اختيار التمارين الرياضية التي تفضلين، بما في ذلك المشي والجري والسباحة وركوب الدراجات الهوائية او الذهاب إلى النوادي الصحية أو أي تمارين أخرى مثل اليوغا.
تناول الأطعمة المناسبة
في الحقيقة، ليس هناك أي حمية غذائية محددة قادرة على زيادة نسبة الخصوبة لديكِ. تتوزع الأطعمة المغذية في مختلف درجات الهرم الغذائي، ويمكن تناول نسب محددة منها. كما أن هناك بعض الاطعمة التي ينبغي عليك تجنبها عند التخطيط للحمل، ويمكنك استشارة طبيبك بهذا الشأن.
خطوات إنقاص الوزن قبل الحمل:
- عليكِ أولاً تحديد الأسباب التي أدت إلى زيادة وزنك في المقام الأول، ونقاط ضعفك، وكمية السعرات الحرارية التي تحتاجينها. وتشير الدراسات إلى أن المرأة تحتاج بين 1900-2500 سعراً حرارياً في اليوم الواحد.
- لا يُعد تناول جميع أصناف الفاكهة بكميات كبيرة مفيداً، وذلك لارتفاع مستوى السكر فيها، ومن الأمثلة على ذلك العنب والتمر والتين والمانجو. وينطبق ذلك على عصائر الفاكهة المركزة، لأن مستوى السكر فيها مرتفع جداً. بادري بتثقيف نفسك ومعرفة أصناف الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من السعرات الحرارية والسكر لتجنب تناولها بكميات كبيرة.
- تجنبي الأطعمة التي تحتوي على السكريات المضافة والدهون المشبعة.
- حاولي الاعتياد على تناول الأطعمة الخالية من الدهون والمحليات، والتي لا يوجد فيها كميات مضافة من السكر.
- تجنبي المشروبات التي تحتوي على الكافيين والمشروبات الكحولية والمأكولات البحرية النيئة.
- تناولي الفيتامينات والمعادن، وخاصة تلك الموصى بها للنساء في مرحلة ما قبل الولادة، واستشيري طبيبك بشأن المكملات الغذائية التي تحتاجينها أولاً. ويعد حمض الفوليك أحد أهم الفيتامينات الموصى بتناولها في مرحلة ما قبل الولادة.
- يساعد تناول الأطعمة التي تحتوي على الحديد والكالسيوم والأحماض الدهنية التي تحتوي على أوميغا3 على الحفاظ على وظائف الجسم، ويساعد جنينك على النمو والتطور كما يجب.
- تجنبي المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين أ أثناء الحمل، فقد يتسبب ارتفاع نسبته عن الجرعة الموصى بها في حدوث أضرار لجنينك في مراحل نموه، وحاولي الحصول عليه من مصادر طبيعية لأنها أكثر أماناً لصحتك وصحة جنينك.
- تجنبي أصنافاً معينةً من الأسماك والمأكولات البحرية بعد استشارة الطبيب، لأنها تحتوي على مستويات مرتفعة من الزئبق، الذي يمكن أن يسبب الضرر لجهاز الجنين العصبي.
- احرصي على تناول خمس أو ست وجبات صغيرة بدلاً من ثلاث وجبات يومياً بهدف الحفاظ على مستوى السكر الطبيعي في الدم، وتجنب الرغبة الشديدة بتناول الوجبات الخفيفة غير الصحية.
- ابدئي يومك بتناول وجبة إفطار متكاملة لدورها الهام في منحك شعوراً بالراحة طوال اليوم، وحاولي جاهدة تناول وجبة عشاء خفيفة.
- ننصحك بتناول المنتجات المصنوعة من الحبوب الكاملة وتجنب الحبوب المصنعة مثل الخبز الأبيض.
- استخدمي الدهون غير المشبعة، مثل زيت الزيتون، بدلاً من الزبدة.
- احرصي على تناول وجبات خفيفة صحية.
- تناولي كمية قليلة من اللوز أو الكاجو يومياً.
- احرصي على تناول الخضراوات والفواكه الغنية بالألياف، لا سيما الخس والجزر، لأنها لا تساعدك على فقدان الوزن فحسب، وإنما تجنبك مشاكل الهضم والإمساك أيضاً.
- تشمل خيارات الوجبات الخفيفة، عصير الموز وجميع عصائر الفاكهة الخالية من الدسم والشطائر المكونة من الحبوب الكاملة مع البيض المسلوق أو الجبن أو الزبادي.
- تظل التمارين الرياضية أحد العوامل الأساسية لخسارة الوزن وتعزيز القدرة على التحمل وبناء العضلات التي تساعد على حرق الدهون. لا تتبعي نظاماً مرهقاً، بل إن ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة لمدة 30 دقيقة يومياً أمر مثالي لكِ، وستحدث فرقاً كبيراً وملحوظاً.
- احرصي على شرب الكثير من المياه؛ أي ما لا يقل عن ثمانية أكواب يومياً.
لا يعدو جُلّ ما سبق ذكره أن يكون سوى دليل بسيط لما يمكنك اتباعه أثناء التخطيط للحمل؛ إذ أن هناك العديد من البرامج والنوادي الرياضية المختصة التي يمكنها مساعدتك على إنقاص وزنك. وإذا كنت غير متأكدة تماماً ممّا تحتاجينه بالضبط، استشيري مزود الخدمات الصحية للحصول على المشورة بخصوص ما تحتاجينه، ومساعدتك على اتباع الخطة المناسبة التي تضمن إنقاص وزنك بنجاح والحصول على التغذية الأمثل لك ولجنينك.