الشلل الدماغي
الشلل الدماغي حالة مرضية تحدث بسبب تضرّر الدماغ. ويُسمّى الشلل الدماغي أحيانًا بالشلل التشنّجي، وذلك نظرًا لزيادة التوتّر العضلي لدى الكثير من الأطفال المصابين بالشلل الدماغي. إلا أن هذه التسمية خاطئة، فبعض الأطفال المصابين بالشلل الدماغي قد يعانون من انخفاض التوتّر العضلي أو الارتخاء.
أعراض وعلامات الشلل الدماغي
رغم عدم معرفة سبب الإصابة بهذا المرض في معظم الحالات، إلا أن إصابة الطفل أثناء الحمل أو خلال الولادة أو بعدها بوقت قصير يزيد من فرصة الإصابة بالشلل الدماغي. ويمكن للأطفال الذين يصابون باليرقان الحاد في أول 30 ساعة بعد ولادتهم أو الذين يولدون قبل الأوان التعرض للإصابة بهذا المرض أيضًا.
وعادة ما يشير التصلب أو الارتخاء غير الطبيعي للجسد إلى احتمالية الإصابة بالشلل الدماغي.
وإذا لاحظتِ بطء تعلم طفلك لمهارات جديدة مقارنة بإخوته الأكبر سنًا أو الأطفال الآخرين في سنّه، فعليك طلب مشورة الطبيب لاستبعاد هذا الاحتمال.
وإلى جانب التصلب أو الارتخاء، قد يواجه الأطفال المصابون أيضًا مشاكل أخرى، مثل سيلان اللعاب المفرط أو الاضطرابات اللفظية أو مشاكل في الفم أو العينين أو السمع أو التشنجات. وقد يؤثر المرض أحيانًا على نمو الطفل العقلي، أو يتسبب بصعوبات في التعلم. إلا أن 50 بالمائة من الأطفال المصابين بالشلل الدماغي على الأقل لا يعانون من أي صعوبات في التعلم.
التعامل مع الشلل الدماغي
يساعد التشخيص المبكر للمرض في التعامل معه. ولكن لا تستسلمي لليأس إن تأخّر تشخيص طفلك؛ فسيكون اتباع النهج الشمولي في التعامل مع المرض مفيدًا لطفلك مهما كان عمره.
وفي حال توفر مركز متخصص برعاية الأطفال المصابين بالشلل الدماغي بالقرب منك فسيحيلك طبيبك إليه لتلقّي العلاج. وخلاف ذلك، يمكنك التواصل مع جمعيات المصابين بالشلل التشنجي في بلدك أو التواصل مع أي من الجمعيات الخيرية أو المنظمات التي تتعامل مع حالات الشلل الدماغي.
لا يتوفر دواء محدد للشلل الدماغي. ولكن قد يُنصح أحيانًا بإعطاء أدوية للحد من التصلب. وأحيانًا، قد يقوم المتخصصون بإعطاء حقنة في عضلات محددة لهذا الغرض. ومن المهم إعطاء هذه الحقنة في السنوات الأولى من حياة الطفل (ويفضّل أن يكون ذلك خلال السنوات الخمس الأولى من عمره) لتمكين الطفل من تعلم المشي بشكل شبه طبيعي، كما قد يستفيد بعض الأطفال من الخضوع لعملية جراحية. ومن الضروري عدم إخضاع الطفل لأي علاج دون الرجوع للمشورة المتخصصة.
ومن الجدير بالذكر أن بإمكان الكثير من الأطفال الذين يعانون من الشلل الدماغي التمتع بحياة مستقلة وكاملة. وبالتدريب، يمكن للكثير منهم تعلم الاعتناء بأنفسهم، إلا أن عددًا منهم قد يحتاج للإشراف لعدة سنوات.
ويساعد تحمّل كلا الوالدين لمسؤولية العناية بالطفل المصاب بالشلل الدماغي في تحسّنه بشكل أسرع، إذ يمكن للعيش في أسرة مشتركة أن يكون ذا فائدة كبيرة. ونظرًا لحاجة الطفل المصاب بالشلل الدماغي لرعاية إضافية، فاحتمالية شعور شريكك أو أطفالك الآخرين بالإهمال قائمة دائمًا، وقد يؤدي ذلك إلى مشاكل أخرى. لذا فعليك تجنب ذلك من خلال إشراكهم في عملية رعاية طفلك ذي الحالة الاستثنائية.