يعد السلوك غير الاجتماعي والانعزالي مشكلة نفسية وسلوكية شائعة لدى الأطفال والشباب.
السلوك غير الاجتماعي والانعزالي هو نقص في الامتثال للمعايير الاجتماعية والخوف أو الانعزال عن الناس أو المواقف الاجتماعية. يبدأ هذا السلوك عادة خلال مرحلة الطفولة وبداية المراهقة، ويمكن أن يستمر إلى مرحلة الرشد. ويمكن أن يُظهر الناس علامات السلوك الانعزالي في مختلف الأعمار، وعندما يُظهر الأطفال هذا السلوك، يُشار إليه في العادة بـ”الاضطراب السلوكي”.
يتصف الأطفال الذين يعانون من الاضطرابات السلوكية أو العاطفية بسلوك لا ينسجم مع قيم ثقافتهم وفئتهم العمرية وعاداتهم. وعادة ما يكون لهذا السلوك آثارٌ مختلفة على إنجازات الطفل في المدرسة وعلى علاقاته الاجتماعية. ويميل الأطفال غير الاجتماعيين إلى مصادقة أطفال يشبهونهم.
أسباب السلوك غير الاجتماعي
ما يزال السبب الدقيق لاضطراب الشخصية الانعزالية غير معروف لغاية الآن، إلا أنه من الممكن أن تؤدي العوامل الوراثية والبيئية دوراً كبيراً في هذا السلوك.
تساهم العديد من العوامل في السلوك غير الاجتماعي لدى الطفل، ويمكن أن تشمل بعض المشاكل العائلية، فقد يدخل الطفل الذي نشأ في بيت مضطرب ومليء بالمشاكل عالم الرشد وهو مثقل بالألم العاطفي. ويؤدي انعدام الانضباط إلى نشوء شخصية لا تحترم الأنظمة.
هنالك أسباب أخرى للسلوك غير الاجتماعي، والتي تتضمن على سبيل المثال: صعوبات التعلم أو الصعوبات الإدراكية أو المشاكل الصحية أو الخلاف بين الزوجين أو الاعتداء على الأطفال أو التغيير المتكرر لمكان السكن أو عوامل أخرى من عدم الاستقرار.
قد يُظهر الطفل سلوكاً غير اجتماعي لفترة من الزمن، استجابة لحدث مفاجئ، مثل موت أحد الوالدين أو الطلاق، في هذه الحال لا يعد مثل هذا السلوك مرضياً.
وفيما يلي بعض العوامل البيئية التي تؤدي إلى السلوك غير الاجتماعي لدى الطفل:
- قسوة الآباء
- معاناة الوالدين من مشاكل نفسية وصحية، مثل الاكتئاب وتعاطي المخدرات
- انفصال الوالدين
- الفقر المدقع
- عدم تحقيق الإنجازات
- المعاناة من مشكلة نفسية أو صحية أخرى
تمييز علامات السوك غير الاجتماعي
من أهم علامات السلوك غير الاجتماعي هي عدم القدرة على التعلم من البيئة الاجتماعية والثقافية المحيطة، وكذلك الأمر بالنسبة للتحصيل الأكاديمي. يرتبط هذا السلوك ارتباطاً وثيقاً عادة مع التحصيل العلمي المتدني والعزلة الاجتماعية. وبسبب عدم قدرة الأطفال على تعلم السلوك المناسب، فإنهم يبدؤون بإظهار سلوكيات غير مناسبة، وتظهر عليهم ثلاث أو أكثر من العلامات التالية:
- التصرف بشكل عدواني يشكل تهديداً لسلامته وسلامة الآخرين.
- لا يمتثل للتعليمات ويستمتع بخرق القانون.
- يكون الطفل استغلالي ويلجأ إلى الكذب لإخراج نفسه من أي موقف.
- يقترض الأموال دون أي نية لإرجاعها.
- يسرق.
- مستعد لجرح مشاعر الأخرين أو إيذائهم جسدياً بدون أدنى شعور بالندم.
- مغرور وثقته بنفسه زائدة عن الحد.
- يحب إشعال الحرائق.
- يعامل الحيوانات بقسوة.
- لا يستجيب لتصحيح المعلم.
- لا يكمل الواجبات والمهام.
- ينتهك حقوق الآخرين.
- يستغل الآخرين.
- يتعدى لفظياً على الآخرين.
وعلاوة على ذلك، يجد الأطفال شديدو الحساسية والانعزاليون صعوبة في تكوين علاقات اجتماعية مع أقرانهم، ويُنظر لهم دائماً بأنهم غير لطيفين وغريبي الأطوار.
العلاج
أهم علاج للسلوك غير الاجتماعي هو تقييم مشكلة الطفل الحقيقية وتشخيصها، وتعليمه بشكل فعال السلوكيات الإيجابية التي يجب أن ينتهجها. ومن الممكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية للحالات الشديدة للسيطرة على السلوك، ولكنها لا تغني عن الجلسات العلاجية. يوجد أيضاً أنواع من الطرق العلاجية التي يمكن استخدامها للتدريب على المهارات الاجتماعية، ولكن تعد الجلسات العلاجية الممنهجة من أكثر الطرق فعالية لعلاج الاضطرابات السلوكية غير الاجتماعية، التي تركز على مهارات التواصل ضمن جميع أفراد العائلة، أو ضمن مجموعة من الأطفال الآخرين الذين يظهرون اضطراب السلوك غير الاجتماعي.
إذا أظهر طفلك أي سلوكيات انعزالية أو غير اجتماعية، يمكنك اللجوء إلى الطبيب لطلب المساعدة بشكل فوري. هنالك أسباب كثيرة لهذا السلوك، وليس بالضرورة أن ينعكس ذلك عليك أو على أفراد العائلة. كلما سارعت بطلب المساعدة زادت فرص التشخيص الصحيح لحالة الطفل وعلاجه.