X

الرهاب – الخوف والفزع عند الأطفال!

الرهاب – الخوف والفزع عند الأطفال!

روب تشارمتس الذي يحمل رقم عضوية مسجل، ودرجة البكالوريوس بمرتبة الشرف، ومزاول العلاج السلوكي المعرفي

الرهاب

يوصف الرهاب على أنه خوف غير منطقي. إذ يشعر المصابون بهذه الحالة بالخوف عند مواجهتهم شيئًا غير خطير أو مخيف. وتختلف أنواع الرهاب عند حامليه كالرهاب من المساحات والاحتجاز والعناكب والأفاعي. وحتى الريش أو الأوراق قد تؤدي إلى ردود فعل رهابيه.

فهم الخوف لفهم الرهاب الذي يعاني منه أطفالنا

الخوف هو ذلك الشعور الذي يحفزنا بشدة على الهرب أو الاختباء. ويكون شعورًا مفيدًا في بعض الأحيان، خاصةً إن كنت تسكن في البراري وتحيط بك حشرات سامة وثعابين أو أسود ونمور.

الخوف هو حالة عاطفية، ولكن الأمر الذي قد لا تفهمه هو أن الشعور بالخوف محط تركيز علم وظائف الأعضاء.

الهروب أو المواجهة

تطورت لدى البشر آلية تسمى “الهروب أو المواجهة”. وبشكل أساسي، عند مواجهتك لأشياء خطيرة مثل الأسود أو الدببة يضعك جسمك في حالة تأهب قصوى، مما يمنحك حافزًا تتمكن من خلاله من القتال بقوة وستشعر بالتالي بألم أقل وستنزف كميات أقل وستجري بسرعة أكبر. إذ يقوم جسمك بإفراز كميات من هرمون الأدرينالين وهو ما يضعك في وضعية الهروب أو المواجهة.

والخوف هو ردة فعل جسمك وعقلك على الخطر.

الخوف غير المنطقي – الرهاب

في حالات الرهاب، يرتبط هذا النوع من الخوف بصورة غير متعمّدة بشيء محايد من خلال بعض الأحداث، أو التفكير السيء أو البرمجة الجينية.

فإذا كان طفلك يعاني من الخوف من العناكب، فقد تكون الطبيعة قد برمجت جيناته على تجنب هذه المخلوقات لأن بعض العناكب سامة. ومع ذلك، لا تسبب معظم العناكب الأذى وقد يؤدي الخوف إلى خلق المزيد من المخاوف بدلًا من حلّها. ويطلق على هذا النوع من الرهاب الشائع اسم “اراكنوفوبيا” أي رهاب العناكب.

وقد ترتبط المخاوف أيضًا بشيء محايد بمجرد حدوثه في الوقت نفسه. فعلى سبيل المثال، في عقد الخمسينيات من القرن العشرين، أجرى عالم النفس الشهير واتسون بعض التجارب التي ربما تكون غير قانونية في يومنا هذا، إلّا أنه أوضح فيها كيفية تطور الرهاب. وفي هذا البحث، قدم واتسون بصورة متكررة دمية على شكل فأر أبيض اللون لطفل بعمر تسعة أشهر وكان حينها يفرقع بالونًا خلف رأس الطفل في كل مرة يظهر بها الفأر مما شكل عند الطفل “رهابًا” من الفئران البيضاء.

وقد أظهر علماء النفس الآخرين بأن من الممكن أن نعاني من رهاب معين فقط بمجرد ربط المشاعر المخيفة بأشياء في أفكارنا.

ماذا يعني هذا لأطفالك

الجيد في الأمر أننا نمتلك فهمًا جيدًا لماهية الرهاب وكيف يحدث. ويعني بأن المعالجين والمستشارين في وضع جيد بالفعل لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات. لذا فإن كان طفلك يخاف من شيء ما غير مخيف ويسبب لكِ المشاكل – لا تقلقي، سنبحث في مقالنا التالي الأمور التي يمكنكِ القيام بها لمواجهة ذلك.

Categories: الصحة