الحمى وطفلكِ
تُطلق كلمة حمى فقط على درجات الحرارة التي تزيد عن معدلها الطبيعي. فقد تختلف درجة حرارة طفلكِ الطبيعية خلال اليوم وتكون أعلى عند ممارسته الأنشطة اليومية. ومع ذلك، تكون درجة الحرارة الطبيعية لطفلكِ 37 درجة مئوية بينما تزيد درجة حرارة الإصابة بالحمى عن 38 درجة مئوية.
الحمى: علامات أو أعراض الحالة
لا تعد الحمى بحد ذاتها مرضًا، إذ أنها علامة أو عَرَض يُظهر بأن الجسد يحارب العدوى الناجمة عن فيروس أو بكتيريا. وتحفز الحمى (درجة الحرارة المرتفعة) بعض الدفاعات مثل خلايا الدم البيضاء التي تهاجم وتدمر البكتيريا الدخيلة. وتفضل الجراثيم أيضًا درجات الحرارة الثابتة للجسد ولهذا السبب يقوم الجسد بتغيير هذه الدرجات لمساعدته على التعافي.
ترافق الحمى في أغلب الحالات أمراض الجهاز التنفسي مثل:
- الخانوق
- الالتهاب الرئوي
- التهاب الأذن أو الأنف أو الحلق
- نزلات البرد
- الإنفلونزا
قد تحدث الحمى أيضًا مع التهاب الأمعاء أو الدم أو المسالك البولية والتهاب الدماغ والحبل الشوكي (التهاب السحايا) ومع مجموعة واسعة من الأمراض الفيروسية.
استخدام ميزان الحرارة
على الرغم من أن طريقة قياس درجة حرارة طفلكِ من خلال وضع يدكِ على جبينه ومقارنتها بدرجة حرارة جسدكِ تكون وافية بالغرض في بعض الأحيان إلاّ أن الطريق المثلى لقياس الحمى هي من خلال استخدام ميزان الحرارة. لذا قومي بوضع ميزان الحرارة أسفل لسانه أو إبطه واطلبي منه تثبيته لكيلا يقع. وانتظري بعدها لمدة ثلاث دقائق لتحصلي على نتيجة قراءة دقيقة وتذكري بأن تطهري الميزان قبل وبعد استخدامه تجنبًا لانتشار العدوى.
لا تخلطي بين الحمى وضربة الحر
تعد ضربة الحر أمرًا نادر الحدوث على الرغم من خطورتها إلا أنه يصعب التفريق بينها وبين الحمى. فعلى عكس الحمى، لا تحدث هذه الحالة بشكل داخلي من خلال عدوى ولكن من خلال الحرارة المحيطة. فبكل بساطة، يرجع تعرض الطفل للحرارة الشديدة إلى الحرارة الشديدة في مكان تواجده، والتي تحدث عندما يقضي الطفل ساعات طويلة في مكان شديد الحرارة مثلاً تحت أشعة الشمس على شاطئ البحر أو في غرفة شديدة الحرارة. وللأسف الشديد، يكمن السبب الشائع وراء تعرض الأطفال لضربة الحر هو ما يقوم به بعض الآباء بترك أطفالهم من غير مراقبة داخل سيارات مغلقة مما يؤدي إلى حدوث العديد من حالات الوفاة. لذا ننصحكِ بعدم ترك أطفالك داخل السيارة من غير مراقبة حتى وإن كان ذلك لعدة دقائق فقط.
الاختلال الحُمَّوِي
يحدث الاختلال الحُمَّوِي عادةً فقط لدى الأطفال الواقعين بين الستة أشهر والخمس سنوات، وعادة ما تكون هذه النوبات ذات طبيعة وراثية، لذا انتبهي إلى تاريخكما أو تاريخ والديكما الصحي. وإذا لم يعاني أي من الآباء من هذه المشكلة فتقل حينها فرصة انتقاله إلى أطفالكم. وقد يبدوا طفلك شارد الذهن أو غريبًا لعدة لحظات، ثم يتصلب وينشل ويقلب عينيه. كما لن يتمكن من الاستجابة لفترة قصيرة وقد تبدو بشرته وكأنها أكثر قتامة قليلاً خلال النوبة. وتستمر هذه النوبة بالكامل عادةً لأقل من دقيقة وقد تنتهي في ثواني، ولكن قد يرى الآباء الخائفون وكأن هذه اللحظات ستستمر لمدى الحياة. وعلى الرغم من أن هذا الأمر غير شائع الحدوث في هذه الحالة، إلاّ أن النوبة قد تستمر لمدة تصل إلى خمس عشرة دقيقة أو أكثر. ولكن من المطمئن أن نعلم بأن الاختلال الحُمَّوِي غير مؤذٍ في معظم الأحيان، فهو لا يسبب تلفًا بالدماغ أو مشاكل في الجهاز العصبي أو الشلل أو الإعاقة الفكرية أو الموت، ولكن بالرغم من ذلك يجب إبلاغ طبيب الأطفال الخاص بكِ فورًا عند حدوثه. وفي حال واجه طفلكِ صعوبات في التنفس أو حالة الاختلال (يشار إليها أيضًا باسم التشنج) ولم تتوقف الحالة خلال خمسة عشر دقيقة، عليكِ حينها الاتصال بطبيبك.
في حال كان طفلكِ يعاني من الاختلال الحُمَّوِي وكان سنه أصغر من عامٍ واحد في الوقت الذي تعرض له لأول نوبة اختلال حُمَّوِي بسيطة فقد تصل نسبة احتمالية تعرضه لنفس النوبة مرة أخرى 50 في المائة في مرحلة ما في المستقبل. ومع ذلك، من المرجح أن لا تُسبب الاختلالات أي مشاكل صحية أخرى. وقد يتشابه الاختلال الحُمَّوِي مع داء الصرع مما يجعل الكثير من الآباء يعتقدون بأن الاختلال الحُمَّوِي سيؤدي إلى الصرع. ومع ذلك، لا تسبب الحمى نوبات الصرع، ورغم أن الإحصاءات تشير إلى الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة معرضون بشكل أكبر للإصابة بالصرع، فالخطر يكاد يكون لا يذكر ويجب أن لا تقلقوا.
كيفية العناية بطفلك المصاب بالحمى
وللحفاظ على راحة طفلكِ، يجب عليكِ:
- تشجيعه على تناول الكثير من السوائل وفي حال كنتِ مرضعة احرصي على إرضاع طفلكِ بصورة منتظمة
- قدمي له الطعام فقط في حال بدت عليه الرغبة بذلك
- ابحثي عن علامات الجفاف والتي قد تشمل جفاف الفم وعدم نزول الدموع والعيون الغائرة، أما بالنسبة للأطفال الرضّع فتقل مرات تبليل الحفاضات لديهم.
- اطمئني على طفلك من وقت لآخر أثناء الليل
- أبقيه بعيدًا عن مركز رعاية الأطفال أو الحضانة أو المدرسة – وأخبري مقدم الرعاية أو الحضانة أو المدرسة عن حالة طفلك.
- لا حاجة لخلع ملابس طفلكِ أو غسيل جسده باستخدام ليفة اسفنجية مع ماءٍ فاتر. فقد أظهرت الأبحاث عدم إيفاء أي من هاتين الطريقتين بالغرض لتخفيف الحمى.
- تجنبي تغطية جسد طفلكِ بطبقات كثيرة من الملابس أو أغطية السرير.
احرصي دائمًا على طلب استشارة الطبيب في الحالات التالية:
- كان عمر طفلك أقل من ثلاثة أشهر وبلغت درجة حراراته 38 درجة مئوية (ما يعادل 101 درجة فهرنهايت) أو أعلى.
- كان عمر طفلك من ثلاثة إلى ستة أشهر وبلغت درجة حرارته 39 درجة مئوية (ما يعادل 102 درجة فهرنهايت) أو أعلى
- كانت لديكِ شكوك بتعرض طفلكِ للجفاف
- ظهور طفح جلدي على طفلكِ بحيث لا يختفي عند الضغط عليه بقطعة بكأس زجاجي
- معاناة طفلكِ من نوبة (التشنج)
- بكاء طفلك باستمرار وعدم تمكنك من تهدئته أو تشتيت انتباهه بشيء آخر أو أن تكون طريقة بكائه مختلفة عن المعتاد.
- ارتفاع نبرة الصوت عند البكاء بحيث تكون مختلفة عن المعتاد
- استمرار الحمى لأكثر من خمسة أيام
- ازدياد سوء حالة طفلك الصحية
- في حال كانت لديكِ أي مخاوف بشأن رعاية طفلكِ في المنزل