ما هو داء الحصف عند الأطفال؟
داء الحصف هو عبارة عن عدوى شائعة ومعدية جدًا تصيب الجلد وتسبب القروح والبثور. ولا يعد الحصف مرضًا خطيرًا بالعادة، ويتحسن غالبًا خلال أسبوع مع العلاج وخلال بضع أسابيع بدون علاج.
أعراض الحصف
هناك نوعان من داء الحصف:
داء الحصف غير الفقاعي – وهو النوع الأكثر شيوعًا
داء الحصف الفقاعي
وفيما يلي أعراض النوعين.
داء الحصف غير الفقاعي
تبدأ أعراض داء الحصف غير الفقاعي بظهور قروح حمراء اللون – عادة حول الأنف والفم، لكنها يمكن أن تصيب المناطق الأخرى من الوجه والأطراف أيضًا.
وسرعان ما تنفجر القروح وتخلف وراءها قشورًا سميكة وذهبية اللون عرضها 2 سنتيمتر تقريبًا. ويشبّه شكل هذه القشور أحيانًا برقائق الذرة الملتصقة بالجلد.
وبعد أن تجف القشور، تترك علامات حمراء تتلاشى عادة بدون أي أثر. ويتراوح الوقت اللازم لاختفاء الاحمرار بين بضعة أيام إلى بضعة أسابيع.
وهذه القروح ليست مؤلمة لكنها قد تسبب الحكة. ومن الهم أن عدم لمس أو خدش القروح حتى لا تنتشر العدوى إلى الأجزاء الأخرى من الجسم أو إلى أشخاص آخرين.
ونادرًا ما تحدث أعراض أخرى كارتفاع درجة حرارة الجسم وانتفاخ الغدد إلَا في الحالات الشديدة.
داء الحصف الفقاعي
تبدأ أعراض الحصف الفقاعي بظهور بثور مليئة بالسوائل (فقاعات) والتي تحدث عادة في الجزء الأوسط من الجسم بين الخصر والرقبة، أو على الأذرع والأرجل. ويكون حجم البثور عادة بين 1 إلى 2 سنتيمتر بالعرض.
وقد تنتشر البثور بسرعة، قبل انفجارها بعد عدة أيام لتترك قشورًا صفراء اللون تشفى عادة دون ترك أي أثر.
وقد تكون البثور مؤلمة وقد تسبب الحكة في المنطقة المحيطة بها. وكما في حالة الحصف غير الفقاعي، من المهم عدم لمس أو خدش المناطق المصابة من الجلد.
وتكون أعراض ارتفاع درجة الحرارة وانتفاخ الغدد أكثر شيوعًا في حالات الحصف الفقاعي.
متى عليك طلب النصيحة الطبية
يمكنك التحدث مع الطبيب عند الشك بوجود أعراض داء الحصف عليك أو على طفلك.
داء الحصف ليس خطيرًا بالعادة، لكنه قد يحمل أحيانًا أعراضًا شبيهه بأعراض حالات أكثر خطورة مثل التهاب النسيج الخلوي (التهاب يصيب الطبقات العميقة من الجلد)، لذا فمن المهم الحصول على التشخيص الصحيح.
كما يمكن أن يصف الطبيب علاجًا يساعد على التخلص من العدوى بشكل أسرع من تركه بدون علاج.
مسببات داء الحصف
يحدث داء الحصف عندما يصاب الجلد بالبكتيريا، والذي قد يحدث بطريقة من طريقتين، فإما أن تدخل البكتيريا من خلال جرح في الجلد حتى لو كان سليمًا مثل عضة البعوضة أو إصابة أخرى، ويعرف ذلك بالحصف الأولي، أو من خلال جلد مصاب بمرض آخر أصلًا مثل قمل الشعر أو الجرب أو الأكزيما – ويعرف ذلك بالحصف الثانوي.
ويمكن للبكتيريا الانتشار بسهولة من خلال الاتصال الوثيق بشخص مصاب بالعدوى، مثل الاتصال الجسدي المباشر أو المشاركة بالمناشف أو الملابس الداخلية.
وبما أن الحالة لا تسبب أي أعراض حتى أربعة إلى عشرة أيام بعد التعرض الأولي للبكتيريا، فهي غالبًا ما تنتقل إلى الآخرين بشكل غير مقصود.
والأطفال أو الأشخاص الذين يعانون من السكري أو ضعف جهاز المناعة هم الأكثر عرضة للإصابة بداء الحصف.
علاج داء الحصف
يتحسن داء الحصف عادة دون علاج خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
ومع ذلك، يوصى بالعلاج لأنه قد يقلل من طول المرض لسبعة إلى عشرة أيام، كما يمكنه أن يخفض من خطر انتقال العدوى إلى الآخرين.
وتضم العلاجات الرئيسية الموصوفة كريمات أو أقراص المضادات الحيوية. ويجب عادة استخدام هذه العلاجات لمدة أسبوع تقريبًا.
الوقاية من انتشار عدوى الحصف
من المهم أخذ الاحتياطات اللازمة أثناء فترة العلاج من أجل التقليل من خطر انتقال عدوى الحصف للآخرين أو لمناطق أخرى من الجسم.
يزول خطر العدوى من معظم الأشخاص المصابين بعد مرور 48 ساعة من العلاج أو عندما تجف قروحهم وتشفى. وينبغي البقاء بعيدًا عن مكان العمل والمدرسة والحضانة وأماكن اللعب حتى تنتهي هذه المرحلة.
كما يمكن للنصيحة أدناه أن تساعد في منع انتشار العدوى:
- عدم مشاركة أى شخص مصاب بداء الحصف باستخدام الملابس الداخلية والشراشف والمناشف – وينبغي غسلها على درجة حرارة عالية بعد استخدامها
- غسل القروح بالماء والصابون وتغطيتها بقطعة قماش أو شاش دون شدها
- تجنَب لمس أو خدش القروح منك أو السماح للآخرين بلمسها – وقد يساعد في هذا ضمان إبقاء أظافرك قصيرة ونظيفة
- تجنَب الاتصال بالأطفال حديثي الولادة أو تحضير الطعام أو لعب الرياضات التي تقتضي لمس الآخرين أو الذهاب إلي النادي الرياضي – حتى يمضي خطر العدوى
- غسل اليدين من وقت إلى آخر، خاصة بعد لمس الجلد المصاب
- غسل الألعاب التي يمكن غسلها – ومسح الألعاب الطرية التي لا يمكن غسلها بقطعة قماش مبللة بالماء ومادة منظفة وتركها لتجف تمامًا
في حال اعتقادك بأن العدوى قد انتقلت لشخص آخر، ينبغي أن يراه طبيب عام بأسرع مايمكن.
الوقاية من تكرار داء الحصف
للتقليل من خطر عودة داء الحصف مرة أخرى، عليك التأكد من نظافة أية جروح أو خدوش أو عضَات. بالإضافة إلى ضمان العلاج الفوري لأي حالة تتسبب في تشقق الجلد، كالأكزيما.
وفي حال أصيب طفلك بداء الحصف بشكل متكرر، قد يقترح الطبيب أخذ مسحة من المنطقة المحيطة بأنف طفلك ليرى إن كان يحمل بكتيريا المكورات العنقودية. فيمكن لهذه البكتيريا العيش في أنوف بعض الأشخاص دون أن تسبب مشاكل، لكنها قد تؤدي إلى الإصابة بداء الحصف في حال أصابت الجلد المتشقق في المنطقة المحيطة به.
وفي حال تبين أن طفلك يحمل هذه البكتيريا، يتم وصف كريم مطهر للأنف له ليستخدمه عدة مرات في اليوم لمدة خمسة إلى عشرة أيام وذلك من أجل القضاء على البكتيريا والتقليل من فرص تكرار داء الحصف.
مضاعفات داء الحصف
إنَ مضاعفات داء الحصف نادرة، ولكنها قد تحدث أحيانًا وتكون خطيرة. لذا فعليك إخبار الطبيب في حال إصابة طفلك بالداء وتغيرت الأعراض أو ساءت.
تشمل بعض المضاعفات المرتبطة بداء الحصف ما يلي:
- التهاب النسيج الخلوي – وهي عدوى تصيب الطبقات العميقة من الجلد والنسيج الأساسي له
- الحمى القرمزية – وهي عدوى بكتيرية نادرة تسبب طفحًا جلديًا خفيفًا ووردي اللون على الجسم
- متلازمة الجلد المسموط العنقودية عند الأطفال – وهي حالة جلدية خطيرة تشبه الجلد المتسلَخ من الماء المغلي
في حالات نادرة جدًا، قد يؤدي داء الحصف إلى ترك ندبات على الجلد، وخصوصًا إذا خدش طفلك البثور أو الجروح أو القروح