في الوقت الذي يُعد فيه الحمل بمثابة وقت للفرح بالنسبة لمعظم الأمهات، فقد تؤدي التغيرات الهرمونية التي تواجهكِ إلى زيادة في شتى أنواع العواطف. ورغم عدم معاناة العديد من النساء من التقلبات العاطفية التي تعاني منها الأخريات، إلا أن بعضهن قد يشعرن بأن عواطفهن باتت خارج نطاق السيطرة تمامًا. وما يهم هنا هو فهم ماهية الأمور الطبيعية التي تتعلق بالصحة العاطفية خلال فترة الحمل، وفهم كيفية تأثير مزاجك على الحمل. كما يمكن أن يمثل هذا الأمر وقتًا سعيدًا ومرهقًا على حد سواء. وتذكري استشارة أخصائي الرعاية الصحية إذا كان لديكِ أي أسئلة أو مخاوف.
تعد التغيرات الهرمونية طبيعية تماماً، بل هي ضروية أثناء فترة الحمل، إلا أنها قد تؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوب بها، مثل الغثيان الصباحي والتقلبات العاطفية، التي تؤدي بدورها إلى تقلب المزاج طوال اليوم. ويُشار إلى أن الراحة تساعد في التخفيف من حدة هذه الأعراض، أنها غير ممكنة في كثير من الأحيان نظرًا لكثرة المشاغل. ويعد الشعور بالإرهاق كذلك أمرًا طبيعيًا أثناء فترة الحمل، وهو أمر يمكن تفهمه بالنظر إلى القلق الطبيعي الذي يصاحب إثارة الحمل، بالإضافة إلى زيادة مستوى التعب والجهد المطلوب لإنجاز متطلبات الحياة اليومية، وذلك تزامنًا مع تقدم حملك الذي يحد من حركتك.
من الطبيعي أثناء الحمل أن يرادوكِ الشعور بالسعادة في لحظة ما، ثم تصرخين في زوجكِ في اللحظة التالية بسبب شيء لم يشكل لكِ مصدر إزعاج في السابق. كما قد تلاحظين بأن الأشخاص المحيطين بك بدئوا يتحركون بهدوء تام لتجنب إزعاجكِ، وهو ما يُسبب لك إزعاجًا أكبر. وإذا وجدت في ذلك مشكلةً، فهناك أشياء يمكنك القيام بها لمساعدتك على التحكم في مزاجك. فيمكنك، على سبيل المثال، ممارسة التأمل، وهو مالا يُمكن التقليل من فوائده. كما يساعدكِ التأمل على التخفيف من حدة التوتر وتحسين مزاجك، وإن لم تكوني حامل.
كما تعد ممارسة التمارين الرياضية أمرًا مهمًا يجب القيام به أثناء فترة الحمل للمساعدة في تحسين حالتك المزاجية، إذ تساعد في زيادة مستوى الإندورفين في جسمك. ويجب عليك مناقشة أنواع التمارين الرياضية الآمنة، التي ينصح بممارستها أثناء الحمل مع أخصائي الرعاية الصحية. ولن يساعدكِ هذا الامر على تحسين حالتك المزاجية فحسب، بل إنه سيجلب فوائد أخرى لمساعدتك في التمتع بحمل صحي.
لا تقل أهمية الصحة العاطفية أثناء فترة الحمل عن أهميتها في العادة. ورغم ارتفاع احتمالية مواجهتكِ للتقلبات العاطفية في هذا الوقت بالتحديد، يجب عليك التحدث مع طبيبك في حال معاناتك من مشاعر شديدة من الاكتئاب واليأس. ولادة الطفل هي بحد ذاتها تجربة ستغير حياتك وستسبب التوتر والقلق، ومن المفيد جدًا إدراك كيفية التعامل مع عواطفكِ لكي تساعدي نفسك على عبور هذه التجربة العاطفية بشكل سليم وصحي.
