يعد التنافس بين الأشقاء نوعاً من أنواع الغيرة والنزاع بين الأشقاء والشقيقات، سواء كانوا أشقاء حقيقين أم متبنين. وقد يبدأ هذا التنافس في مرحلة مبكرة، لأنه غالباً ما تكون الرابطة بين الأشقاء معقدة وتتأثر بعوامل عدة؛ من ضمنها طريقة تعامل الوالدين مع الأطفال، والترتيب في العائلة، وشخصية الطفل، والأشخاص والتجارب التي يتعرض لها الأطفال خارج محيط العائلة.
لماذا يتصادم الأشقاء:
من الطبيعي أن يتنافس الأشقاء على حب الوالدين وعاطفتهما. وتتضمن علامات التنافس الضرب وإطلاق الألقاب والتسميات والمشاحنات، بالإضافة إلى التصرفات غير الناضجة. يُمكن أن تشاهدي هذه العلامات بعد ولادة طفل جديد، ولكن من الممكن أن تحدث في أي وقت للحصول على المزيد من الاهتمام، وخاصة عندما يلاحظ الأطفال تمييزاً في المعاملة.
الحقيقة بأن هنالك أشقاء وشقيقات يتشاحنون طول فترة حياتهم. لذلك يجب على الأهل قبول حقيقتين؛ أولاً، يوجد مستوى معين من الضجة لا يمكن تجنبها، وهنالك ضرورة لتعليم الأطفال كيف يعاملون بعضهم باحترام، وأن يحلوا مشاكلهم لوحدهم.
ماهي العوامل التي قد تؤثر على تنافس الأشقاء:
يعد التنافس جزءً طبيعياً من مرحلة نمو الأشقاء. وهنالك عدة عوامل تؤثر في علاقة الأشقاء وتنافسهم، مثل العمر والجنس والشخصية وحجم العائلة وترتيب الطفل داخل العائلة.
- من الممكن أن يتشاجر الأطفال ذوي الأعمار المتقاربة أكثر من غيرهم.
- من الممكن أن يتشارك الأطفال من نفس الجنس اهتمامات أكثر، ومن الممكن أن يتشاجروا أيضاً.
- من الممكن أن يفتعل الأطفال ذوي الترتيب الأوسط في العائلة المشاكل لكي يشعروا بالأمان.
- من الممكن أن يتنافس أطفال الأهالي المطلقين لكي يحصلوا على مزيد من الاهتمام من ذويهم، وخصوصاَ إذا كان الأطفال يعيشون مع أبناء زوج الأم/زوجة الأب في نفس المنزل.
9 نصائح لكي تساعدي أطفالك على إنشاء علاقات جيدة فيما بينهم:
- حاولي ألَّا تعزّزي روح التنافس لديهم:
احرصي على التعامل معهم بمساواة، ولا تلجئي إلى المقارنة فيما بينهم. قاومي رغبتك بالمقارنة بين أطفالك، وتجنبي الجملة التقليدية “لماذا لا تكون مثل أختك؟” لأن هذه الجملة تجرح مشاعر الأطفال. من المهم جداً أن تكوني عادلة، وهذا موضوع مختلف عن معاملتهم بشكل متساو. من الممكن أن يمتلك الأطفال الأكبر والأصغر امتيازات مختلفة بحكم السن، ولكن العدل هو أن تمنحيهم جميعاً نفس الامتيازات عندما يصلون لنفس العمر.
- حاولي ألَّا تقارني أي طفل بآخر.
فعلى سبيل المثال، لا تقولي أشياء مثل “حصل أخوك على علامات جيدة في الرياضيات، لماذا لا يمكنك ذلك؟” تمتعي بنجاحات أطفالك ومواهبهم الفردية، ودعي طفلك يدرك بأنه مميز بأسلوبه وطريقته الخاصة.
- أدركي مشاعرهم:
كل ما يجب عليك فعله أحياناً، هو التحدث مع طفلك عن مشاعره، وهذا يكفي لإنهاء نوبة الغضب. ابدئي الحوار عن طريق قول شيء مثل “أنا أعرف بأنك تتضايق عندما لا تسمح لك أختك بالسباحة معها”.
- ضعي حدوداً للملكية الشخصية:
من المهم جداً بأن يمتلك كل طفل أشياءه الخاصة، وبنفس الوقت تُعزز التشاركية مشاعر الأخوة بينهم.
- كوني مثالاً يُحتذى:
يعد عدم اللجوء إلى الصراخ وإغلاق الأبواب بعنف بين الزوجين مثالاً جيداً للأطفال. يعتقد الأطفال بأن الأفعال التي يرونك تقومين بها هي ما يجب عليهم فعله.
- استمتعوا بكونكم عائلة:
خططي للنشاطات العائلية، التي يستمتع بها الجميع. حددي بعض الفعاليات المسلية لكي تقومون بها معاً بصفتكم عائلة واحدة، مثل لعب كرة القدم وكرة السلة، الذهاب إلى السينما والسفر.
- أظهري حبك وكوني موجودة عندما يحتاجك كل طفل من أطفالك:
يجب على كل من الوالدين تمضية الوقت مع كل طفل لوحده بشكل منتظم، حتى ولو كانت دقائق معدودة كل يوم.
- استمعي – بتركيز!
يجب على الوالدين الاستماع لأطفالهم عندما يتكلمون عن مشاعرهم أو رأيهم حول أمر ما في العائلة.
- علمي أطفالك كيف يحلون مشاكلهم
علمي أطفالك مهارات حل النزاعات في أوقات الهدوء. لا تلقي عليهم المحاضرات. فقط كوني مثالاً يحتذى به. دعيهم يروا ذلك أثناء النزاعات (عدم التجريح أو الضرب أو الرفس أو القرص إلخ)، عدم إطلاق الألقاب أو الصراخ أو اللجوء إلى التصرفات العدوانية.
- شجعي السلوك الجيد
يجب عليك تشجيع أطفالك عندما يلعبون مع بعضهم البعض بصفتهم فريقاً، وذلك لتعزيز هذا السلوك الجيد.
التوائم والأشقاء
يعامل الوالدين أحياناً التوأم على أنهم وحدة واحدة، وليسا طفلين بشخصيات مختلفة، لذلك يلبسونهم أحياناً ملابس متطابقة ويشترون لهم نفس الألعاب. من الممكن أن يشعر الأطفال الآخرين في العائلة بالإهمال أو بالغيرة، لأنهم ليسوا جزءً من هذه العلاقة المميزة، من شأن ذلك أن يضيف مسؤولية جديدة على عاتق الآباء، فيجب عليهم تمضية المزيد من الوقت مع الأطفال؛ كل لوحده بشكل خاص.
يجب أن يشجع الآباء التوائم على اللعب مع أشقائهم الآخرين، فعلى سبيل المثال يمكنهم ترتيب وقت للعب التوائم مع بعضهم، ووقت للعب مع باقي الأشقاء.
تذكري بأن جميع الأشقاء يختلفون ويتشاجرون من وقت لآخر، وهذا أمر طبيعي جدا. ولكن عندما يعامل الآباء أطفالهم على أنهم أفراد لهم شخصياتهم الخاصة، وعندما يستمعون إلى مشاكلهم ويعطوهم الفرصة لحل مشاكلهم بأنفسهم، سوف يساعد ذلك على وضع أسس صلبة ومتينة لعلاقة أخوة صحية بين الأشقاء.