أصبح استخدام الأهل للأجهزة الإلكترونية كوسيلة للفت انتباه الأطفال في هذه الأيام سلوكاً معتاداً ومتزايداً، وذلك في ظل انتشار التكنولوجيا والتواصل في مجتمعاتنا، واستخدام الأهل لأجهزتهم في معظم الأوقات حتى عند الاعتناء بأطفالهم.
كما أصبح الأهل يستخدم هذه الأجهزة، كالهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، لمساعدتهم في إدارة سلوك الأطفال وإشغالهم، حيث بات الكثير من الأطفال يستمتعون بقضاء الوقت بالألعاب والتطبيقات الإلكترونية، بينما يحاول الأهل إنجاز أعمالهم بوجود الأبناء.
ولكن هل تعتبر هذه التكنولوجيا المتطورة أمراً ملائماً للأطفال عندما يتعلق الأمر بعيونهم وإبصارهم؟
فمن جهة، تمثل هذه التطبيقات تأثيراً إيجابياً في تحفيز التنسيق بين اليدين والعينين وتحفيز الخلايا العصبية في الدماغ، حيث أن العديد من الألعاب والتطبيقات الموجهة للأطفال توفر مزايا تحدي القدرات والتعليم.
ومن جهة أخرى، فإن هذه الأجهزة مزودة بشاشات ساطعة مما قد يسبب تأثيرات جانبية مثل جفاف العيون وإرهاق العيون وتشوش الرؤية ومشاكل في قدرة التركيز بالإضافة إلى الصداع.
فالتركيز على الشاشات الإلكترونية لمدة تزيد على 20 دقيقة قد يسبب إرهاق العين.
يحدق الأطفال في شاشاتهم بشكل مطوّل مما يعني أنهم لا يرمشون بالقدر الكافية أثناء اللعب، وبالتالي فإن الدموع التي تفرزها العين لا تتوزع بالشكل المطلوب وهو ما يؤدي إلى جفاف العيون.
التكنولوجيا حولنا وفي كل مكان، ولا شك في أن بالإمكان الأطفال الاستفادة من الفرص والتحديات العديدة التي توجدها هذه التكنولوجيا.
إلا أن على الأهل تحديد الوقت المخصص لاستخدام الشاشات بالنسبة للأطفال بحيث لا يزيد على 20 دقيقة متواصلة، بهدف حماية عيون ونظر الأطفال.
د. داراكشاندا خورام استشارية طب عيون الأطفال في مستشفى مورفيلدز دبي للعيون.