تتميّز حالة الإسهال بالبراز الرخو ذي القوام المائي، ويمكن أن يرجع إلى العديد من الأسباب، من بينها: –
الفيروسات، أو البكتيريا، أو الطفيليات، أو حساسية الطعام، أو الإكثار من العصائر، أو تناول المضادات الحيوية، أو عدم تحمّل الطعام (عدم القدرة على هضم مأكولات معيّنة)، أو التسمّم الغذائي.
عليك أولًا معرفة ما هو الوضع الطبيعي بالنسبة لطفلك، فبعض الأطفال يقومون بعملية الإخراج بضع مرات خلال اليوم، بينما يقوم البعض الآخر بذلك مرة كل بضعة أيام. ولا يعد البراز المائي العرضي أمرًا مقلقًا، ولكن في حال حدوث تغير مفاجئ على حركة أمعاء طفلك بحيث أصبح يتبرّز أكثر من المعتاد وتغيرّ شكل برازه إلى المائي، فمن المرجح أن تكون هذه إشارات على إصابته بالإسهال.
وعلى الرغم من أن تعرّض الطفل لحالة إسهال شديدة قد يبدو مدعاة للقلق، يمكنك الاطمئنان لمعرفة أن معظم الحالات لا تشكل خطرًا كبيرًا على الصحة ما لم يتعرض طفلك الصغير للجفاف. وإذا كان طفلك بصحة جيدة بالمجمل ويحصل على قدر جيد من السوائل، فسيتعافى من الإسهال غالبًا في غضون عدة أيام.
نادرًا ما يكون الإسهال خطيرًا في حال تمّت معالجته على نحو صحيح، إلاّ أنه قد يكون السبب وراء دخول طفلك إلى المستشفى إذا ما تعرض للجفاف. لذا اجعلي أول اهتماماتك التأكد من حصوله على قدر كافٍ من السوائل. وفي حال عدم تقيؤ طفلك فسيكون من السهل إلى حد ما إعطاؤه كميات مضاعفة من السوائل.
أما في حال عدم التقيؤ المستمر أو إذا كان الإسهال شديدًا (تبرّز مائي كل ساعتين أو أقلّ)، فعليكِ حينها الاتصال بالطبيب الذي قد يقترح عليكِ إعطاءه محاليل الإلكتروليت للأطفال، والتي تتوفر في الصيدليات وتأتي بنكهات ترغّب معظم الأطفال بتناولها بسهولة. كما أن تخفيف عصير التفاح بقليل من الماء يعد خيارًا آخر جيدًا.
تجنّبي إعطاء طفلك عصائر محلاة مثل الصودا والمشروبات الرياضية والماء بالسكر وعصير الفاكهة غير المخفف، وكذلك الأمر بالنسبة لحلويات الجيلاتين المحلاة، إذ تحتوي جميعها على السكر والذي يقوم بدوره بتوجيه الماء إلى الأمعاء مما يجعل الحالة أكثر سوءًا.
وينصح معظم الأطباء بالاستمرار بإطعام الطفل أطعمة صلبة عند تعرضه للإسهال. ومع أنه لا ضير من اتباع طفلك للنظام الغذائي الخاص بحالة الإسهال والمعروف بـ BRAT (والذي يشمل الموز والأرز وهريس التفاح والتوست المحمص)، إلا أنّه من الآمن أيضًا إبقاؤه على النظام الغذائي العادي والذي يشمل الكربوهيدرات المعقدة، مثل الخبز وحبوب الإفطار والأرز، واللحوم الخالية من الدهون واللبن والفاكهة والخضار. بل أنه من الممكن للنظام الغذائي العادي الصحي أن يخفف من نوبة الإسهال لدى طفلك، وذلك لأن الطعام العادي يقوم باستعادة العناصر الغذائية الأساسية الضرورية لمكافحة العدوى.
ولا داعي للقلق في الحالات المؤقتة التي يرفض طفلك فيها تناول الطعام، فطالما تحافظين على تناوله كميات مناسبة من الماء وتجنب إصابته بالجفاف فلا بد أن تعود إليه شهيته خلال يوم أو يومين.
إذا لاحظتِ شعور طفلك الصغير بعدم الارتياح بسبب الإسهال، قومي باحتضانه وتهدئته وحاولي الحفاظ على منطقة الحفاض جافة طوال الوقت. كذلك استخدمي الكثير من كريم الحفاضات عند التغيير برفق، لأن المنطقة قد تكون متهيجة ومتقرحة بسبب البراز المائي.
وبشكل عام، لا تقلقي كثيرًا في اليوم الأول أو نحو ذلك، فقد يبدو طفلك منزعجًا للغاية ولكنه سيتحسّن قريبًا.
وبالرغم من ذلك، في حال استمرّت الأعراض لأكثر من 24 ساعة أو ظهرت أي من الأعراض الأكثر خطورة، فعليكِ الاتصال بالطبيب.