تناقش بيبي شاه، مديرة قسم علم النفس في مركز تطوير قدرات الأطفال في هذه المقالة أنماط الأمومة والأبوة
تعد الأمومة والأبوة مهمة صعبة، ومن المحتمل أن تكون إحدى الوظائف المهمة القليلة التي لا يأتي معها كتيب للتعليمات. إما أن نربي أولادنا على طريقة والدينا – أو باستخدام بعض أساليبهم – أو أن نتبع غريزتنا الفطرية. كما تعد الأمومة والأبوة إحدى أكثر المجالات التي بحث فيها علم النفس، ولسبب جيد فإنها الوظيفة الأكثر أهمية والأكثر جدوى التي سوف نقوم بها بوصفنا بالغين.
وكما هو الحال مع معظم الأشياء في الحياة، فإن التوازن هو مفتاح الأمومة والأبوة. ومن ضمن الأمثلة على المبالغة، الأم الصينية التي تعد أمًا متسلطة تبالغ في السيطرة والنظام ولا تشعر طفلها بالحنان. وعلى النقيض فلدينا الآباء المتساهلين الذين لا يحكمون السيطرة، ولا يحافظون على النظام، حيث يسمحون لأطفالهم بفعل ما يريدون. الآباء المتسلطون، الحنونون ولكن الحازمون، يقعون بين النوعين، وهم قادرون على الموازنة بين القواعد والنظام والحنان والدعم.
تساعد الأبوة والأمومة الجيدة في تعزيز التعاطف والصدق والاعتماد على النفس والسيطرة على النفس والكرم والتعاون والنجاح، وتعزز الفضول الفكري والدافعية والرغبة في الإنجاز. كما تساعد في التخفيف من تحديات الطفولة مثل القلق والاكتئاب واضطرابات الأكل والسلوك المعادي للمجتمع.
كانت ردة فعلي نحو الأم الصينية المتسلطة، التي تعد نموذجًا للأمومة والأبوة مفرطة الصرامة والسيطرة، هي النفور في رعب من بعض تقنياتها. ولم أتمكن من رؤية بعض الأمور المشتركة بين نموذج تلك الأم وبعض الثقافات الأخرى، إلا بعد قراءة المقال للمرة الثانية أو الثالثة. علينا أن نذكر أنفسنا بأن تعريف الوالد الناجح مختلف في الثقافة الصينية، عنه في الثقافات الأخرى كالأميركية مثلًا. يركز النجاح في الثقافة الصينية بشكل أكبر على الإنجاز الأكاديمي المصحوب بآمال كبيرة جدًا، بينما يريد الآباء الأميركيون أطفالاً لهم شخصية متكاملة من جميع الجوانب، مع قدر لا بأس به من احترام الذات. الاختلاف الرئيس الآخر بين الأم الصينية والأم الغربية هو الطريقة التي يعاقبون أو يؤدبون فيها أطفالهم حين يقدمون على فعل سيء مثل الحصول على علامة منخفضة. بينما تطالب الأمومة والأبوة الغربية بشرح القواعد والعواقب، فإن الثقافة الصينية تستخدم الشعور بالعار كطريقة لإخضاع الأطفال. وبينما يبدو أن هذه التقنية تعمل في الثقافة الصينية، فقد لا تكون فعالة بنفس الطريقة في سياق ثقافي مختلف. قد تكون عاطفة الشعور بالعار مؤذية لمعظم الأطفال، ويمكن أن تكون داخلية وأن تؤدي إلى القلق والاكتئاب.
إذا أمكننا أن نأخذ شيئًا واحدًا إيجابيًا من الأم الصينية ونستخدمه فهو الإيمان بأطفالك وعدم جعلهم يستسلمون، فجانب الإصرار في الوالد يُؤتي ثماره فعلاً.
وفي نهاية المطاف، يُريد كل والد من أطفاله أن يكبروا بنجاح وسعادة وأن تكون شخصيتهم مكتملة من جميع النواحي، ولكن الثقافات المختلفة لها أفكار مختلفة عن الطريقة الفضلى لفعل ذلك، لذلك، فمع أن أهداف الأمومة والأبوة متشابهة تقريبًا، إلا أن طريق الوصول إلى تلك الأهداف قد يكون مختلفًا تمامًا، لنقل على سبيل المثال الآباء الأميركيين والآباء الأفارقة. وهناك تحديات تواجه جميع الآباء على طول الطريق، بغض النظر عن نموذج الأمومة والأبوة الخاص بهم. وكلما تعلمنا أكثر وأكثر عن الثقافات المختلفة وعن الطريقة التي يربون بها أبنائهم، يتوجب علينا أن نحاول وأن نتفهم بعضنا بعقل متفتح، وبتلك الطريقة نستطيع أن نتعلم من بعضنا.
ما هو نموذج الأمومة والأبوة الخاص بك؟ خمس نصائح لتحقيق التوازن
متساهل متسل استبدادي