على الرغم من طوله البالغ 10 سنتيمترات ووزنه البالغ 90 غراماً، فقد تتمكنين من الشعور بحركات طفلك. وهو يقوم في هذه المرحلة بالضرب بقوة باستخدام يديه وقدميه، حيث تتحرك عضلاته الصغيرة لزيادة حجمها وقوتها. وبعد أن أصبح حجم طفلك بحجم حبة الأفوكادو واكتمل تشكل أطرافه ومفاصلة بالكامل، فقد بات الآن نشيطًا للغاية وقد يكون اكتشف قدرته على مص إبهامه.
وتصبح هذه الحركات أكثر إرادية لأن جهاز طفلكِ العصبي أصبح يعمل على نحو متناسب مع العضلات، فضلاً عن ازدياد قوة العمود الفقري بما يكفي ليكون قادرًا على التحكم برأسه أو رقبته قليلاً. وعلى الرغم من ازدياد صلابة معظم العظام في جسمه، إلاّ أن عظام الجمجمة تبقى لينة حتى بعد الولادة ليتمكن رأسه من المرور من خلال القناة المهبلية. ومن الممكن أن يلعب طفلك الصغير بالحبل السري باستخدام قبضاته الصغيرة!
وإضافة إلى ذلك، فإن عيني طفلكِ تعملان الآن. إذ يمكنه رؤية ومضات متقطعة من خلف جفونه. ولو كان بالإمكان تسليط مصدر للضوء باتجاهه لكان من المحتمل أن يبعد عينيه بعيدًا عن مصدر الضوء (على الرغم من أن جفون الأجنة في هذه الفترة تبقى مغلفة لبضعة أسابيع أخرى).
من المحتمل في هذه المرحلة أن تشعري بحركات طفلك. ومع ذلك، فقد يحدث التباس لدى الحوامل للمرة الأولى بين تحرك الجنين وأعراض عسر الهضم أو أي نوع من أنواع اضطرابات المعدة. ومن المحتمل أن تشعري بضيق في التنفس حتى وإن قمتِ بحركات بسيطة كالمشي. ويرجع ذلك إلى السائل المتجمع في الرئتين والذي تسببه هرمونات الحمل ما يجعل التنفس بعمق أكثر صعوبة.
وتلاحظين أن وضعية النوم على البطن بالتحديد غير مريحة، كما أنها تلحق الضرر بدورتك الدموية، وذلك بسبب الضغط على الوريد الأجوف الداخلي. لذا يمكنكِ اتخاذ وضعية النوم على الجهة اليسرى للحد من شعورك بالانزعاج ولتحسين عمل الدورة الدموية لديك. وقد تلاحظين اكتسابك المزيد من الوزن مع نمو طفلك، ومن الصحي أن تكتسبي نصف كيلوغرام أسبوعيًا فقط وكيلوغرامين شهريًا. وفي حال حافظتِ على اتباع نظام غذائي غني بالمواد الغذائية (بحيث يجنبكِ الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة غير الصحية) ومارست تمارين خفيفة ومنتظمة، فلا بد من أن تكون عملية اكتسابك للوزن صحية ولا تدعو إل القلق.
من المحتمل أن تبقى حالة تقلبات المزاج والمشاعر على حالتها لديك في الثلث الثاني من الحمل، إذ إنها تؤثر على بعض النساء أكثر من غيرهن. ومن حسن الحظ أن من حولك أصبحوا يعلمون بحملك، فلن يلومك أحد على ذلك. وقد تشعرين بالقلق إزاء زيادة حجم خصرك، ومن الممكن أن تتساءلي كيف سيبدو شكلك عندما يكبر حجم طفلك أكثر. وقد تشعرين بالقلق إزاء فحوصات الحمل والاختبارات الصحية وتتساءلين عن مدى رغبتك في الخضوع لها. إذ تفضل بعض النساء الاستعداد لمعرفة جميع الاحتمالات بينما تفضل أخريات أن يدعن الطبيعة تأخذ مسارها. ويرجع الخيار في نهاية الأمر لكِ. وبإمكانك التحدث مع طبيبك ومع عائلتك عن مخاوفك لبث الطمأنينة في نفسك.
.
في حال شعرتِ بأي أعراض مقلقة فلا بد من استشارة طبيبتك في أقرب وقت ممكن.