أصبح حجم طفلك الآن تقريبًا بنفس حجم حبة الليمون. فنمت جفونه وأصبحت له بصمات أصابع خاصة به. كما باتت حركاته أكثر سلاسلة وثباتًا مقارنةً مع حركاته في المراحل السابقة والتي كانت متقلبة وغير منضبطة. وأصبح جنينك الآن أكثر قوة ونشاطًا.
وعلى الرغم من ذلك، لن تتمكني من الشعور بحركاته إلا بين الأسبوع السادس عشر والخامس والعشرين من الحمل (قد تشعرين بهذه الأعراض في وقت مبكر في حال كان هذا حملك الثاني، أي في الأسبوع الثالث عشر تقريبًا لأنك ستتمكنين من تمييز الشعور). كما أصبح بإمكان طفلك فتح فمه وإغلاقه. وأصبحت لديه القدرة على المص والابتلاع، ما يمرن عضلات وجهه ويساعد على نموها. أما بالنسبة إلى المريء والقصبات الهوائية والحنجرة والأحبال الصوتية فقد تابعت كل منها نموها وتطورها. وانتقلت الأمعاء من الحبل السري إلى البطن.
كذلك تتشكل الأعضاء التناسلية لطفلك في هذا الأسبوع، فيتكون البروستات لدى الأجنة الذكور وتنتقل المبيضات لدى الأجنة الإناث إلى أسفل الحوض.
في هذه المرحلة، يتوسع رحمكِ نحو الخارج وبالتالي يبدأ بطنك بالبروز. وهكذا يتراجع الضغط على الجهاز الهضمي والمثانة، ما يحد من رغبتك في الذهاب إلى المرحاض. وتعانين في هذه المرحلة من زيادة حساسيتك تجاه الفيروسات ونزلات البرد أكثر من أي وقتٍ مضى. فجسمك أعاق عمل جهاز المناعة لديكِ منعاً لرفضع للجنين. ويسبب هرمون البروجسترون حالة تسمى بإلتهاب الأنف لدى الحامل والتي ترجع إلى زيادة تدفق الدم إلى الغدد الأنفية المنتجة للمخاط، بحيث يعمل هذا المخاط على حماية صحتك من خلال محاصرة وإزالة مسببات الأمراض التي قد تلتقطينها مع الهواء. لذا، وعلى الرغم من الإزعاج الذي تسببه حساسية الأنف إلاّ أنها مفيدة خلال هذه الفترة التي يكون فيها جهاز المناعة ضعيفًا. كما قد يسبب احتقان الأنف الشخير ونزيفًا خفيفًا في الأنف، لكن لا داعي للقلق بشأن ذلك إلاّ في حال أصبح النزيف قويًا أو لم يتوقف. ويمكنكِ حينها زيارة الطبيب.
نأمل أن يكون الغثيان لديكِ قد انحسر وعادت شهيتك إليكِ من جديد، على الرغم من أن بعض النساء قد يشعرن بالغثيان على نحو متكرر طوال فترة حملهن. ونظرًا إلى جميع التغييرات والتطورات التي يمر بها جسمك، فقد تعانين مما يسمى “دماغ الحمل” والذي قد يجعلكِ كثيرة النسيان والتشوش. إذاً هدئي من روعك فهذا أمر طبيعي للنساء في وضعك.
في حال شعرتِ بأي أعراض مقلقة فلا بد من استشارة طبيبتك في أقرب وقت ممكن.