لقد قطعتِ للتو نصف الطريق وأصبح طول طفلك يبلغ 23 سم تقريبًا (تقريبًا نفس طول الموزة) ووزنه نحو 354 غرام.
وما زال يمتلك المساحة الكافية ليتحرك بحريته داخل رحمك، بالإضافة إلى القيام بحركات الشقلبة. وهو يحصل على معظم تغذيته من المشيمة رغم اكتمال وظائف معدته التي أصبحت قادرة على امتصاص المواد الغذائية والفيتامينات من السائل المحيط بالجنين، وذلك بعد أن أصبحت عملية ابتلاع ذلك السائل سهلة بالنسبة إليه.
وتكون حاسة الذوق لدى طفلك الآن قد تطورت بشكل أكبر بحيث يتمكن من تذوق السائل المحيط به والذي يتغير طعمه حسب الطعام الذي تتناولينه. كما أنه ينام ويستيقظ على نحوٍ منظم وقد يعتمد وضعية نوم مفضلة لديه.
يؤدي تغير مركز الثقل لديك إلى اندفاع المنطقة السفلية من ظهرك إلى الأمام، وهو ما يتزامن مع ارتخاء أربطتك ومفاصلك بسبب هرمون ريلاكسن. ويسبب هذا على الأرجح آلمًا في الظهر لديك. ولعلاج هذه الحالة، ارفعي قدميكِ أثناء الجلوس وحاولي وضع رجل واحدة على مقعد منخفض أثناء الوقوف لتخفيف الضغط على المنطقة السفلية من الظهر. والآن بعد أن أصبح حملك ظاهراً بشكل أكبر من قبل قد تشعرين بالتوتر والقلق بسبب التفكير بالولادة والمسؤولية المترتبة على دور الأمومة المقبل. لكن لا تهلعي، فمن الجيد مواجهة هذه المخاوف ومناقشتها مع شريكك أو صديقاتك فضلاً عن والدتكِ.
وقد تظهر لديك علامات تمدد الجلد نتيجة زيادة حجم بطنك. وتأخذ تلك العلامات اللون البنفسجي أو الأحمر ويمكن أن تظهر في منطقة البطن والفخذين والوركين والثديين.
في هذه الفترة، ستبدأ الأعراض المزعجة التي ظهرت مبكرًا بالتراجع، ولن يكون حجم طفلك كبيرًا بما فيه الكفاية ليسبب لكِ الانزعاج المصاحب للفترة الأخيرة من الحمل. لكنك تشعرين بالرضى والهدوء والانسجام الشديد مع هذه المرحلة أو بالعكس، بتقلب المزاج ويتزايد الشعور بالانزعاج. لذا فإن ممارسة التمارين الرياضية مثل المشي لمسافات قصيرة سيحسن مزاجك ويساعدك على الشعور بالتوازنتعتبر رياضة السباحة واليوغا والتأمل مفيدة لتهدئة حواسك. أما إذا كنتِ تفضلين قضاء الوقت لوحدك مع طفلك وتحقيق الصفاء الذهني فاحرصي مثلاً على أن تحظي بفرصة لقراءة كتاب أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة. وفي بعض الأحيان قد يكون الحديث مع أم حامل أخرى هو أكثر ما تحتاجين لتتذكري أنك تتشاركين المشاعر نفسها مع العديد من النساء وأن هذه الحالة عادية وستجتازينها.
في حال شعرتِ بأي أعراض مقلقة فلا بد من استشارة طبيبتك في أقرب وقت ممكن.